1. الرئيسية
  2. أهم المقالات
  3. الإمساك … دليلك إلى أهم الأسباب والعلاج

الإمساك … دليلك إلى أهم الأسباب والعلاج

 

 

يواجه الكثير من الأشخاص مشكلة الإمساك مرّة على الأقل في السنة، تختلف هنا الأسباب اختلافا كبيرا، ابتداء من الأسباب البسيطة كأخطاء النظام الغذائي وصولا إلى الأسباب الخطيرة كسرطان القولون، سرطان القولون نفسه يحدث بصفة أكبر عند أولئك الذين يرتكبون نفس الأخطاء الغذائية تلك (التي سنراها لاحقا) بالإضافة إلى التدخين والكحول، لذا فلا يوجد أصدق في هذا المقال من الحكمة القائلة: المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء.

 

  • ما هو الإمساك؟

الإمساك “Constipation” هو صعوبة في الإطراح، عادة ما يكون البراز جافا وبكمية قليلة، توجد العديد من التعريفات الطبية للإمساك وأكثرها شيوعا هي: الإطراح (التغوّط) ثلاث مرات أسبوعيا أو أقل و/أو صعوبة في الإطراح راجعة إلى صلابة البراز.

الإطراح وظيفة جسدية معقدة وخاضعة لتأثيرات داخلية وخارجية كثيرة، وتختلف حركة الأمعاء بشكل كبير من شخص لآخر (وهذا راجع لأسباب وراثية)، تتغير مع تقدم العمر والعوامل الفسيولوجية الفردية والنظام الغذائي.

يعتقد العديد من الناس خطأ أنه يتوجّب عليهم التبرز كل يوم ويشكون من الإمساك إذا مر اليوم دون أن يذهبوا إلى الحمّام. بعض الأشخاص أيضا يشعرون بالقلق بشأن شكل ولون البراز، في بعض الأحيان تكون الشكوى الرئيسية هي عدم الرضا عن فعل التغوط أو الشعور بإطراح غير كامل.

ينبغي أن نعرف أنه في العادة يكون عدد مرات التبرز هو مرة واحدة في اليوم وعند كثير من الناس تكون مرة كل يوم ونصف، وزن البراز 200 جرام ولولنه بنّي فاتح، وفي الحقيقة يختلف الوزن واللون تبعا لكمية ونوعية الطعام، مثلا استهلاك الشمندر يعطي للبراز لونا أحمرا قاتما واستهلاك مكملات الحديد يعطي للبراز لونا أسودا.

 

  • أنواع الإمساك وأسبابه:

يمكن أن نميّز بين نوعين من الإمساك على حسب المدة التي يستمر فيها:

  • إمساك حاد: عندما يختفي الإمساك قبل أسبوعين فإننا نتحدث هنا عن إمساك حاد.
  • إمساك مزمن: إذا استمر الإمساك لأكثر من أسبوعين فإنه يصبح مزمنا، وأغلب مضاعفات الإمساك تحدث في هذه الحالة.

كما يمكن تقسيم الإمساك حسب الآلية التي تتسبب في حدوثه، نجد:

  • إمساك وظيفي (إمساك أولي): غالبا ما يكون الإمساك حادا في هذه الحالة.

يكون البراز هنا عادة جافّا مع أو دون تغيّر كميته، يرجع هذا الخلل إلى عدم وجود كمية كافية من الماء والألياف، ضعف حركة الأمعاء أو امتصاص زائد للماء الموجود في الأمعاء، من بين الأسباب:

  • أخطاء التغذية: كالتركيز على الأغذية المصنّعة واللحوم والألبان، نقص شرب السوائل، الامتناع عن الطعام.
  • الأسباب النفسية: التعب والإجهاد، التوتر والقلق.
  • الأدوية: المواد الأفيونية، مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان، مضادات الكولين، الكالسيوم…
  • اضطرابات الهرمونات والمعادن: مرض السكري، قصور الغدة الدرقية، فرط كالسيوم الدم، نقص بوتاسيوم الدم.
  • نقص النشاط البدني.
  • إمساك عضوي (إمساك ثانوي): غالبا ما يكون الإمساك مزمنا في هذه الحالة.

يكون البراز هنا عادة لينا إلى جافّ، بكميات قليلة عادة، يرجع هذا إلى وجود عائق أو حاجز لمرور البراز. من بين الأسباب:

  • الإمساك كرد فعل للألم في حالة: الشق الشرجي، البواسير، الخراج الشرجي.
  • الأمراض العصبية: الشلل النصفي، مرض باركنسون، أمراض النخاع الشوكي.
  • سرطان القولون أو المستقيم.
  • خلل في عمل عضلات المستقيم والشرج.

 

  • ما الإجراءات الطبية لتشخيص الإمساك؟

خلال الفحص، يسأل الطبيب أولا عن صفات البراز، يسأل أيضا عن جميع الأعراض المصاحبة كآلام البطن، القيء، وجود غازات أو عدمه، وجود دم، تاريخ ظهور كل هذه الأعراض، تناول أدوية ما.

بعد أن يستمع الطبيب إلى المريض، يكوّن فكرة أولية عن نوع الإمساك، وهنا يلجأ إلى الفحص السريري أو طلب اختبارات تكميلية.

الفحص السريري: عندما يشك الطبيب بوجود حاجز يمنع الإطراح، يقوم بمعاينة وتلمّس البطن والحوض بحثا عن أورام ضخمة، يقوم بفحص الشرج لمعاينة وجود بواسير أو تشققات، ثم يقوم بلمسة شرجية (بواسطة السبابة والوسطى) لفحص وجود ورم أو بواسير داخلية أو دم أو أي شيء غير اعتيادي.

الاختبارات التكميلية: قد يلجأ الطبيب إلى مجموعة من الاختبارات حسب الحالة:

  • التصوير بالأشعة السينية: يسمح بالتعرف على وجود انسداد ومعرفة ما إذا كان المستقيم يحوي برازا.
  • تنظير القولون “Colonoscopy”: وهو فحص القولون بواسطة كاميرا مثبتة على أنبوب مرن يمرره من خلال فتحة الشرج.
  • اختبار العضلة الشرجية العاصرة: يجري الطبيب قياس ضغط الشرج والمستقيم باستعمال أنبوب مزود ببالون يسمح بأخذ القياسات.
  • التنظير الكبسولي ” Capsule endoscopy”: تبتلع كبسولة تحتوي مادة مشعة أو جهاز لاسلكي أو كبسولة مزودة بكاميرا لتتبع حركتها داخل الأمعاء.
  • التصوير بالسكانر “CT scan” أو الرنين المغناطيسي “MRI”.
  • اختبارات الدم: نسبة السكري، الهرمونات والمعادن.

 

  • ما هي علاجات الإمساك؟

علاج الإمساك في كل الحالات يتضمّن تحسين نوعية البراز، وهذا من خلال ضبط النظام الغذائي، النشاط الرياضي، العادات الصحية وأدوية الإمساك.

  • النظام الغذائي: يوصى بإضافة الألياف إلى الوجبات، الأطعمة التي تتوفر على الألياف هي الحبوب الكاملة مثل القمح الكامل (الخبز البنّي)، الفواكه، الخضروات الورقية (الخس مثلا).
  • النشاط الرياضي: يحفز النشاط البدني عضلات البطن والحوض ومنطقة الشرج، المحافظة على التمارين الرياضية كل يوم أو على الأقل ساعة مرتين في الأسبوع من شأنها أن تجنبك مشكل الإمساك. عند الرضع وكبار السن، من المفيد إجراء دَلْك للبطن وحركات خفيفة للرجلين كل يوم.
  • العادات الصحية: من المفيد برمجة الدماغ على وقت محدد للإطراح، مثلا مرة صباحا كل يوم، وامنح لنفسك الوقت الكافي.
  • أدوية الإمساك: هناك العديد من الأدوية والمكملات التي تختلف في آلية عملها وتتوفر دون وصفة طبية غالبا، نكتفي فقط بذكر هذه الأدوية:
  • المكملات الغذائية التي تحتوي الألياف: البراز الذي يحتوي الألياف أكثر ليونة وأسهل في الإخراج، من بينها ألياف السيليلوز، ألياف البسيليوم وغيرها.
  • الملينات الأسموزية: تساعد المليّنات الأسموزية على تحريك البراز عبر الأمعاء عن طريق زيادة إفراز السوائل وتحفيز حركة الأمعاء، من بينها اللاكتيلوز، هيدروكسيد المغنيسيوم وغيرها.
  • محفزات حركة الأمعاء: تحفز هذه الأدوية عضلات الأمعاء وبالتالي حركة البراز.
  • المزلقات: تعمل مثل الزيوت المعدنية إذ تمكّن البراز من المرور عبر القولون أو المستقيم بسهولة أكبر، تتوفر على شكل مشروب مثل زيت البارافين، أو على شكل حقن وتحاميل شرجية مثل الجليسرين.

يجب التنبّه إلى عدم تجاوز الكميات المسموحة ولمدة تتجاوز خمسة أيام، إذا استمر الإمساك عليك بمراجعة الطبيب.

الجزء الآخر من العلاج هو علاج سبب الإمساك، والذي يتضمّن العلاجات الدوائية والجراحية.

 

  • ما العلاجات المنزلية أو العلاجات الشعبية للإمساك؟

هناك العديد من الأعشاب التي تعطي تأثيرا واضحا في علاج الإمساك، البعض منها تُستخلص منه الأدوية السابق ذكرها، نذكر منها:

  • بذور القطونة “Psyllium“: غنية بالألياف، وتستعمل منقوعة في الماء المغلي.
  • عشبة السنامكي أو السنا ” Senna“: تحفز حركة الأمعاء، وتستعمل الأوراق منقوعة في الماء المغلي.
  • بذور الكتان “Flax“: تعمل كمادة زلقة تسهل حركة البراز، يُنصح بتناول ملعقة من بذور الكتان المطحونة مع الماء حتى ثلاث مرات يوميا قبل الأكل.
  • الراوند “Rheum“: يعمل كملين، تستعمل السيقان منقوعة في الماء المغلي، ثم يُشرب المزيج قبل النوم. يجب التنبه إلى أن أوراق الراوند ليست للاستهلاك فهي تحوي مادة سامة.
  • زيت الزيتون والقمح الكامل والحلبة والصبار كلها أغذية متوفرة، مفيدة في علاج الإمساك.

يجب التنبّه إلى عدم استهلاك كميات كبيرة من هذه الأعشاب ولمدة تتجاوز خمسة أيام.

 

  • ما المضاعفات المحتملة للإمساك؟

المضاعفات تخص عادة الإمساك المزمن كما رأينا سابقا، وتشمل ما يلي:

  • البواسير “Hemorrhoids”.
  • تدلي المستقيم “Rectal prolapse”.
  • الشقوق (الشروخ) الشرجية “Anal fissure”
  • التهاب الرتوج أو التهاب الردب “Diverticulosis”
  • الحصاة البرازية “Fecaloma”.

يزيد الإجهاد المفرط أثناء التغوّط الضغط على الأوردة حول فتحة الشرج ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور البواسير، وفي حالات نادرة يبرز المستقيم عبر فتحة الشرج (تدلي المستقيم). يمكن أن يؤدي خروج البراز الصلب إلى تمزق الجلد في فتحة الشرج (الشق الشرجي). كل هذه المضاعفات يمكن أن تجعل عملية الإطراح عملية صعبة مما تسبب للشخص التردّد والخوف من التبرز، وهنا يدخل المريض في حلقة مفرغة تؤدي إلى تفاقم الإمساك ومضاعفاته.

يحدث التهاب الرتوج عندما تتضرر جدران الأمعاء الغليظة بسبب الضغط المتزايد اللازم لتحريك البراز الصلب، تتسبب آفات جدران القولون هذه في تكوين أكياس تشبه النتوءات، والتي يمكن أن تصبح مسدودة وملتهبة، أحيانا يكون هناك نزيف ونادرا ما يحدث تمزق في تلك الأكياس مما يسبب التهاب الصفاق “Peritonitis”.

الإمساك المزمن يؤدي إلى تشكل الحصاة البرازية، والذي يتميز بتصلب كلّي للبراز في المستقيم أو الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، مما يمنع مرور البراز منعا تاما، تتسبب الحصاة البرازية في حدوث تقلصات وألم في المستقيم ومجهود شديد للتغوط ولكنه غير فعال، في بعض الأحيان يتم إفراز المخاط أو براز مائي حول الانسداد، والذي يؤدي إلى الاعتقاد خطأ أنه إسهال (إسهال متناقض)، تعتبر الحصاة البرازية مضاعفات شائعة عند كبار السن، خاصة طريحي الفراش أو الذين لديهم نشاط بدني محدود جدا وعند النساء الحوامل، قد تستدعي الحصاة البرازية التدخل الجراحي لإزالتها.

يسيء العديد من الأشخاص استخدام الملينات والتحاميل والحقن الشرجية، يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام هذه العلاجات في الواقع إلى منع الانقباضات الطبيعية للأمعاء وزيادة سوء الإمساك. يشعر بعض الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري (OCD) بالحاجة إلى التخلص من الفضلات عدة مرات في اليوم، وغالبا ما يقضي هؤلاء وقتا طويلا في الحمام ونفس هؤلاء الأشخاص يسيئون استخدام أدوية الإمساك.

 

  • ما طرق الوقاية من الإمساك؟

تساعدك النصائح التالية في تجنب الإصابة بالإمساك:

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف بما في ذلك: الحبوب الكاملة، النخالة، الفواكه والخضروات.
  • لا تكثر من الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من الألياف مثل: الأطعمة المصنعة، منتجات الألبان، واللحوم.
  • اشرب الكثير من السوائل.
  • حافظ على النشاط الرياضي قدر الإمكان.
  • تجنب الضغوط النفسية.
  • لا تتجاهل الحاجة إلى التبرز.
  • الوضعية الطبيعية للتبرّز هي وضعية القرفصاء، لذا فمن الأفضل بالنسبة للشخص السليم أن يعتمد هذه الوضعية لأنها تحفّز عضلات البطن والحوض والشرج للعمل وتسهيل الإطراح.
  • راقب جسمك خاصة إذا تجاوزت الأربعين، من المفيد إجراء تحليل للدم والكلى والسكري كل سنتين.

 

  • النقاط الأساسية:
  • يتم الإطراح عند كثير من الناس مرة كل يوم ونصف.
  • يكون الإمساك مزمنا إذا استمر لأكثر من أسبوعين، وأغلب مضاعفات الإمساك تحدث في هذه الحالة.
  • أغلب حالات الإمساك ناتجة عن أخطاء التغذية.
  • علاج الإمساك في كل الحالات يتضمّن تحسين نوعية البراز، وهذا من خلال ضبط النظام الغذائي، النشاط الرياضي، العادات الصحية وأدوية الإمساك.
  • للوقاية من الإمساك، تناول الأطعمة الغنية بالألياف وأكثر من شرب السوائل.

 

المراجع:

https://www.msdmanuals.com/

https://www.snfge.org/

https://www.vidal.fr/

 

المواضيع ذات العلاقة

المواضيع الأكثر شعبية


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”default_sidebar”]

فئات المقالات


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”us_widget_area_category”]

المشاركات على انستجرام