التهابات البلعوم والمريء

 

 

هل مر عليك يومٌ قط شعُرت فيه بألم في الحلق أو صعوبة مع بلع الطعام؟ ذلك ما نسميه علمياً بالتهابات البلعوم والمرئ، وعلى الرغم من اختلاف الأسباب التي تؤدي لكلٍ من التهاب البلعوم والتهاب المرئ إلا أن أعراضهم قد تتشابه في كثير من الأحيان، وهنا يأتي دورنا في توضيح المقصود من تلك الأمراض وكيف تحدث وهل تستدعي إلى علاج أم يمكن الشفاء منها مع مرور الوقت؟

ما المقصود بالتهاب البلعوم؟

البلعوم هو الجزء الخلفي من الحلق، ولذلك عادةً ما يسمي الأشخاص التهاب البلعوم بالتهاب الحلق أو آلام الحلْق، وأبرز ما يميز التهاب البلعوم هو الشعور بالحكة في سقف الحلْق مع صعوبة البلع والألم.

 

ويحدث التهاب البلعوم نتيجة لتورم ذلك الجزء الذي يقع في آخر الحلق قريباً من القصبة الهوائية، وذلك التورم يؤدي إلى الأعراض التي يشكو منها المريض، ومن المثير للانتباه أن بعض الإحصائيات تقول أن التهاب البلعوم أحد أشهر الأمراض التي تأتي بالمرضى إلى الطبيب، كما أنه السبب الأشهر لإجازات العمل المرضية ولكن، هل يستدعي الأمر كل ذلك؟ وما الأسباب التي تؤدي لالتهابات البلعوم والحلق؟

 

أسباب التهاب البلعوم:

أهم سببين لالتهاب البلعوم هو الإصابة بعدوى فيروسية أو عدوى بكتيرية ومن المهم أن يُشخص الطبيب ويفرق بين السببين لوصف العلاج الصحيح:

الفيروسات التي تسبب التهاب البلعوم:

أشهر سبب يؤدي لالتهاب الحلْق هي العدوى الفيروسية وهي أكثر انتشاراً مع العدوى البكتيرية، وأهم الفيروسات التي تؤدي لالتهاب الحلْق:

  •  فيروس الإنفلونزا.
  • فيروس كورونا.
  • الفيروس الأنفي الذي يسبب أغلب نزلات البرد.
  • فيروس إبشتاين بار الذي يتسبب في داء كثرة الوحيدات العدوائية.
  • ادينو فيروس (الفيروسات الغدية).
  • فيروس الحصبة.
  • مرض الجدري.

البكتيريا التي تسبب التهابات البلعوم:

في بعض الحالات يمكن أن يكون السبب وراء التهاب الحلْق عدوى بكتيرية ومن المهم في تلك الحالات أن يصف الطبيب مضاد حيوي في العلاج، وأشهر أنواع البكتيريا التي تسبب ذلك هي البكتيريا العقدية من النوع (أ).

 

كيفية الإصابة بالتهابات البلعوم:

سواء كان الالتهاب نتيجة فيروس أو بكتيريا فطريقة انتقال العدوى واحدة، وهي أن العدوى تتواجد في أنف وحلْق المريض وعندما يبدأ بالسعال أو العطس تخرج جزيئات صغيرة إلى الهواء مُحملة بالفيروس أو البكتيريا وتنتقل العدوى لشخص آخر عند حدوث التالي:

  1. عندما يتواجد الشخص على مقربة من المريض بحيث يستنشق تلك الجزيئات.
  2. عندما يلمس المريض مكاناً ملوثاً بتلك الجزئيات ثم يلمس وجهه دون غسل اليدين.
  3. عند تناول الطعام أو شرب الماء مكان شخص مريض.

أعراض التهاب البلعوم:

تبدأ أعراض التهاب البلعوم بعد يومين إلى 5 أيام من الإصابة بالعدوى وتعتبر تلك الفترة فترة حضانة للفيروس أو البكتيريا ويمكن أن تنتشر العدوى خلال تلك الفترة من مريض لآخر على الرغم من عدم ظهور أية أعراض بعد، وأهم الأعراض التي تبدأ بالظهور هي:

  • السعال.
  • العطس.
  • الصداع.
  • سيلان الأنف.
  • جفاف الحلْق.
  • التهابات اللوزتين.
  • الإرهاق العام.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • آلام عامة في الجسم.
  • الارتعاش.
  • صعوبة في البلع.
  • طفح جلدي مع بعض الأمراض مثل داء كثرة الوحيدات.
  • فقدان للشهية.
  • تغير في طعم الفم.

 

وتختلف الأعراض باختلاف السبب الذي يؤدي لالتهاب البلعوم، لذلك فالأعراض السابقة قد لا تظهر جميعاً وقد تتفاوت شدتها من شخص لآخر، ولا يستدعي الأمر الكثير من القلق في أغلب الأحيان ولكن ننصحك بالذهاب إلى الطبيب في الحالات التالية:

  1. إذا ارتفعت درجة حرارتك لأكثر من 38.
  2. إذا صاحب الأعراض طفح جلدي.
  3. إذا استمر التهاب البلعوم لأكثر من أسبوع دون تحسن.
  4. إذا عادت الأعراض على الرغم من تلقي العلاج.

 

علاج التهاب البلعوم:

يعتمد علاج التهاب البلعوم على التشخيص الصحيح والذي يحدث عن طريق فحص حلْق المريض لرؤية أية التهابات وفحص الغدد اللمفاوية في الرقبة والوجه وقياس درجة الحرارة، كما يمكن أن يقوم الطبيب بعمل مسحة للحلْق لمعرفة سبب العدوى ويمكن أن يطلب تحاليل للدم، وبعد التشخيص تمشي خطة العلاج كالتالي:

  • بناءاً على سبب التهاب الحلق قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية أشهرها الأموكسيسلن.
  • يمكن أن يصف الطبيب بعض المسكنات وخافض للحرارة لتخفيف الأعراض.
  • شرب الكثير من السوائل لتجنب جفاف الجسم.
  • الغرغرة بالماء الدافئ والملح يساعد على تخفيف الأعراض.
  • الراحة التامة لعدة أيام.
  • المتابعة مع الطبيب كل فترة لمعرفة مدى تحسن الحالة.

 

هل التهاب الحلق المتكرر خطير؟

ليس بالضرورة أن يكون التهاب الحلق المتكرر خطير، فكثير من الأشخاص الذين يعانون من الحساسية والتهابات الجيوب الأنفية والطاقم الطبي معرضون للإصابات المتكررة بأدوار البرد والإنفلونزا التي تؤدي إلى التهاب الحلْق، ولكن استمرار التهاب البلعوم لفترات طويلة أكثر من أسبوعين أو عدم تحسن الأعراض مع تناول الدواء يسميه الأطباء بالتهاب البلعوم المزمن وهذا قد يكون نتيجة لأحد الأسباب التالية:

  • التدخين وتلوث البيئة المحيطة.
  • وجود حساسية تسبب التهاباً في الحلْق.
  • ارتجاع المريء.
  • في بعض الحالات النادرة قد يكون السبب سرطاناً في الحلْق.

 

ما هو التهاب المريء؟

المريء هو القناة العضلية التي تعمل على توصيل الطعام من الفم حتى المعدة، وحدوث أي نوع من الالتهاب في تلك القناة ينتج عنه أعراض أهمها صعوبة البلع وآلام الحلْق والصدر وغيرها من الأعراض، ولكن ما هي الأسباب التي تؤدي لذلك؟

 

أسباب التهاب المريء:

ينقسم التهاب المريء إلى العديد من الأنواع حسب السبب وراء ذلك الالتهاب، وأهم أنواع التهاب المريء الأنواع التالية:

التهاب المريء الارتجاعي:

من أشهر أنواع التهاب المريء هو الالتهاب الارتجاعي ويحدث ضمن مرض يُدعى بالالتهاب المَعدي المريئي، ولمعرفة سبب الالتهاب علينا أولاً أن نذكر معلومة هامة وهي أن معدة الإنسان تحتوي على العديد من الأحماض التي تساعد في عملية الهضم، ولحماية المريء من تلك الأحماض يفصل بين المعدة والمريء بوابة عضلية تُفتح فقط عند بلع الطعام ليصل إلى المعدة ثم تُغلق بعد ذلك.

في مرض الالتهاب المعدي المريئي يحدث خلل في غلق تلك البوابة فتصعد أحماض المعدة إلى المريء مما يتسبب في حدوث التهاب المريء الارتجاعي.

 

التهاب المريء اليوزيني:

الخلايا الحمضية أو اليوزينيات هي إحدى كريات الدم البيضاء التي تكون جهاز المناعة وتحمي الجسم من الفيروسات والعدوى، ولكن هل يمكن أن ينقلب الأمر بحيث تسبب ضرراً للجسم؟

نعم، ذلك ما يحدث في التهاب المريء اليوزيني حيث تزيد أعداد تلك الخلايا بصورة كبيرة في المريء وتبدأ في مهاجمة بعض أنواع الطعام الغير ضارة مما يسبب نوع من الحساسية تجاه ذلك الطعام بالإضافة لأعراض التهاب المريء الأخرى، وأهم أنواع الطعام التي تهاجمه الخلايا:

  • اللبن.
  • البيض.
  • القمح.
  • الفول السوداني.
  • بعض أنواع القشريات البحرية.

التهاب المريء نتيجة للأدوية:

قد يحدث التهاب المريء نتيجة لتناول بعض الأدوية دون ماء كافي بحيث تستمر في المريء لفترة طويلة قبل أن تنزل إلى المعدة مسببة نوع من الالتهاب، وأشهر تلك الأدوية التي تسبب ذلك هي:

  • المسكنات.
  • المضادات الحيوية.
  • أدوية البيسفوسفونات التي تعالج هشاشة العظام.

 

أعراض التهاب المريء:

يتسبب التهاب المريء الارتجاعي وغيره من الأنواع الأخرى في ظهور العديد من الأعراض من أهمها:

  • صعوبة بلع الطعام.
  • آلام الحلْق.
  • آلام عند بلع الطعام.
  • الغثيان.
  • القيء.
  • خشونة الصوت.
  • فقدان الشهية.
  • السُعال.
  • آلام في منطقة الصدر.

 

التهاب المريء وضيق التنفس:

كثيراً ما يتم السؤال عن العلاقة بين التهاب المريء وضيق التنفس، وللإجابة عن ذلك السؤال نقول أن ضيق التنفس أحد أعراض التهاب المريء الارتجاعي ولكن لا يظهر ذلك العرض في كل الحالات، ويحدث ضيق التنفس بسبب ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء والتي قد تصل إلى الرئتين خاصةً في وضع الاستلقاء عند النوم مما يتسبب في الإضرار بالرئتين وحدوث ضيق في التنفس، وعند حدوث ذلك يجب التواصل مع الطبيب على الفور.

 

علاج التهاب المريء:

يصف الطبيب علاج التهاب المريء بعد تشخيص السبب، وقد يحتاج الطبيب بعض الفحوصات مثل اختبار الحساسية أو المنظار الطبي لمعرفة التشخيص الصحيح ومن ثَم وصف العلاج المناسب والذي عادةً ما يتضمن التالي:

  • أدوية مضادات الحموضة.
  • أدوية الستيرويد لعلاج الحساسية.
  • بعض المسكنات.
  • مضادات الفيروس في بعض الحالات النادرة التي تنتج نتيجة عدوى فيروسية.

 

ملخص حول التهابات البلعوم والمريء:

تتشابه أعراض التهاب البلعوم والمريء كثيراً، في الغالب يشعر المريض بألم في الحلْق مع صعوبة في بلع الطعام وفقدان للشهية وارتفاع في درجة الحرارة، ومن أهم الأسباب التي تؤدي لالتهاب البلعوم العدوى الفيروسية بينما التهابات المريء تأتي عادةً من ارتجاع أحماض المعدة إلى أعلى، وبالكشف يتضح سبب تلك الأعراض ويتم وصف العلاج المناسب.

 

المصادر:

Pharyngitis

Chronic Pharyngitis

What is pharyngitis?

Pharyngitis – sore throat

Esophagitis

What is esophagitis?