هل تعاني من ألم شديد عند خروج البول؟ هل تشعر بالحاجة إلى التبول بشكلٍ متكرر؟ لا بد أنك تعاني من التهاب المثانة.

يشيع حدوث التهاب المثانة بين النساء وقد يحدث نتيجة الإصابة بعدوى المجرى البولي أو بعض الأسباب الأخرى. قد يبدو علاج الالتهاب أمرًا بسيطًا في مجمله، إلا أنه قد يشكل خطرًا بالغًا إن استمر الأمر دون علاج.

تعرف معنا في السطور القادمة من هذا المقال على أسباب ومخاطر وأعراض التهاب المثانة والمسالك البولية وما هي طرق العلاج والوقاية.

إلام يشير التهاب المثانة؟

المثانة هي كيس عضلي مسؤول عن تخزين البول القادم من الكُلى، ومن ثَم طرده إلى الخارج من خلال قناة مجرى البول. يُعد التهاب المثانة (Cystitis) من الأمراض شائعة الحدوث، إذ يحدث تهيج والتهاب وتورم بطانة المثانة، الأمر الذي يسبب ألمًا عند التبول.

يعتمد علاج الالتهاب على السبب الرئيسي، إذ قد يحدث الالتهاب نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية أو كعرض جانبي لبعض الأدوية أو أسباب أخرى متعددة.

وينقسم الالتهاب إلى فئتين كما يلي:

1. التهاب المثانة الحاد: يحدث بصورة مفاجئة ويسبب ألمًا شديدًا.
2. التهاب المثانة الخلالي المزمن: يحدث التهاب المثانة المزمن بصورة تدريجية على فترات طويلة ويؤثر على عدة طبقات من أنسجة المثانة.

ما هي أعراض التهاب المثانة؟

تتراوح الأعراض من طفيفة إلى حادة، وتتمثل الأعراض العامة فيما يلي:

1. الشعور بالحرقان عند التبول.
2. ظهور دم في البول.
3. التبول المتكرر أو الرغبة المتكررة في التبول مع خروج كميات قليلة في كل مرة.
4. تعكُّر البول أو يصبح لونه أكثر قتامة.
5. يصبح البول ذو رائحة نفاذة.
6. الشعور بألم أعلى عظم العانة مباشرةً، أو امتداده إلى البطن أو الجزء السفلي من الظهر.

بينما قد يصاحب التهاب المثانة عند الأطفال الإصابة بالقيء والضعف العام، بالإضافة إلى الأعراض السابقة. كذلك قد تظهر بعض الآثار النفسية على الأطفال نتيجة عدم القدرة على التحكم بالبول خاصة أثناء النوم.

ما أسباب التهاب المثانة؟

ينتج الالتهاب نتيجة العديد من الأسباب، والتي تشكل أنواعًا مختلفة للالتهاب كما يلي:

1. تناول الأدوية

تُكمِل الأدوية مسارها بالجسم وتنتقل إلى الكُلى، ومن ثَم إلى المثانة تمهيدًا لإخراجها خارج الجسم. قد تسبب تلك الأدوية التهابًا وتهجًا لجدران المثانة أثناء تواجدها بالداخل، ومن أبرز تلك الأدوية العلاج الكيماوي المستخدم لعلاج السرطان.

2. التهاب المثانة البكتيري

يحدث التهاب المثانة عند النساء بصورة شائعةٍ نتيجة التعرض لعدوى بكتيرية، إذ يبلغ طول القناة البولية في النساء (4) سم فقط؛ الأمر الذي يسمح بمرور البكتيريا من خارج الجسم ووصولها إلى المثانة بسهولة. كذلك هناك علاقة وثيقة بين حدوث التهاب المثانة والجماع الذي يزيد من معدل الإصابة بالعدوى.

تزداد نسب الإصابة البكتيرية في النساء أيضًا نتيجة إفراز الهرمونات الجنسية التي تزيد من الإفرازات المهبلية، والتي تُعد بيئة خصبة لنمو البكتيريا، حتى تسنح لها الفرصة بالانتقال إلى القناة البولية، والتي تزيد في الحالات التالية:

1. عند بلوغ سن اليأس
2. التهاب المثانة للحامل.
3. أثناء بعض مراحل الدورة الشهرية.
4. بعد الاستئصال الكامل للرحم.

قد تحدث العدوى البكتيرية أيضًا نتيجة عدم اتزان البكتيريا التي تعيش في الجسم.

3. العلاج الإشعاعي

يستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج مرضى السرطان، ولكنه قد يؤثر على أنسجة الجسم السليمة مسببًا الالتهاب.

 

4. التعرض لمواد كيميائية

تتعرض المنطقة التناسلية إلى العديد من المواد الكيميائية التي قد تنتقل إلى المثانة مسببةً التهابها، ومن أبرزها ما يلي:

1. المواد الكيميائية في مستحضرات وصابون الاستحمام.
2. استخدام عازل أنثوي مع مبيد النطاف.
3. مستحضرات النظافة النسائية مثل البخاخات.
4. استخدام مواد هلامية قاتلة للحيوانات المنوية.

 

5. إدخال جسم غريب إلى المثانة

كما هو الحال عند استخدام القسطرة البولية التي تعمل على تضرر أنسجة القناة البولية بالإضافة إلى زيادة فرص العدوى البكتيرية، وبالتالي حدوث الالتهاب.

ما العوامل المساعدة في الإصابة بالالتهاب؟

قد تشارك بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بالالتهاب كما يلي:

1. التهاب المثانة عند الرجال نتيجة تضخم البروستاتا واحتباس البول في المثانة.
2. الإصابة بمرض السكري أو حصوات الكلى.
3. الإصابة بمرض نقص المناعة (الإيدز).
4. بلوغ سن اليأس نتيجة انخفاض معدل هرمون الاستروجين؛ الأمر الذي يسبب ترقق بطانة المثانة، وبالتالي تصبح أكثر عرضة للإصابة.
5. الحمل.
6. استخدام مستحضرات تحتوي على مواد مهيجة.
7. العلاج الكيماوي أو الإشعاعي.
8. استخدام القسطرة.
9. احتباس البول.
10. إجراء جراحة أو تدخل طبي في القناة البولية.
11. التقدم في العمر والتمريض المنزلي.
12. انسداد المثانة أو القناة البولية.
13. الإصابة بسلس الأمعاء وفقدان القدرة على التحكم بها.

 

كيف يمكن تشخيص التهاب المثانة؟

يطرح الطبيب بعض الأسئلة التي تتعلق بأعراض المريض وتاريخه الطبي، ثم يفحص المريض بدنيًا. يوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الأخرى لمعرفة السبب، كما يلي:

• فحص البول: لتقييم لونه ورائحته ومكوناته، وإذا ما كان هناك قيح (صديد) أو دم بالبول.
• مزرعة البول: إذا أشار تحليل البول إلى ارتفاع نسبة العدوى والقيح، قد يلجأ إلى عمل مزرعة بولية؛ لتحديد نوع البكتيريا، ومن ثَم تلقي المضاد المناسب.
• فحص العدوى المنتقلة جنسيًا، لتأكيدها أو استبعادها.

 

أما في الحالات البالغة، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات أكثر تقدمًا مثل:

1. خزعة المثانة: إذا ارتاب الطبيب بإصابة المريض ببعض المشكلات الخطرة مثل سرطان المثانة، قد يوصي بإجراء خزعة من أنسجة المثانة أو القناة البولية تحت تأثير التخدير لتأكيد أو استبعاد الإصابة، خاصة في التهاب المثانة الخلالي.
2. تنظير المثانة: يساعد في تقييم المثانة والقناة البولية باستخدام المنظار تحت تأثير التخدير.
3. تصوير الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي أو أشعة مقطعية.
4. تصوير الجهاز البولي بالصبغة.

 

ما هي الإجراءات المنزلية التي تساعد في تخفيف الالتهاب؟

يمكن تطبيق بعض المعايير التي تساعد في تخفيف وعلاج الالتهاب كما يلي:

1. التوقف عن استخدام أي مستحضرات عناية شخصية قاسية أو تحتوي على مواد كيميائية.
2. يساعد تناول التوت البري على منع التصاق البكتيريا ببطانة المثانة، ويفضل استخدام التوت البري الطازج بدلًا من عصير أو كبسولات التوت البري التي لا تحتوي على كميات كافية.
3. الامتناع عن الجماع حتى التعافي.
4. تناول كميات كبيرة من الماء والسوائل.
5. ارتداء ملابس داخلية قطنية وفضفاضة، وتغييرها بانتظام.
6. تجنب تناول الطماطم والشيكولاتة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
7. تناول مسكن للألم بعد استشارة الطبيب.
8. تجنب تناول الكحوليات والأطعمة الحارة والحمضيات.
9. تطبيق كمادات دافئة على البطن أو الظهر.
10. الجلوس في مغطس من الماء الدافئ لمدة (15-20) دقيقة لتقليل الألم.
11. السيطرة على القلق والضغط العصبي، وممارسة نشاط بدني.

ما علاج التهاب المثانة؟

يُعد استخدام المضادات الحيوية هو العلاج الأمثل لعلاج الالتهاب البكتيري، ويعتمد نوع المضاد الحيوي على نوع البكتيريا المسببة، ويؤخذ على النحو التالي:

1. في الإصابات الطفيفة: تتناول السيدات مضادًا حيويًا لمدة (3) أيام، بينما يستغرق العلاج في الرجال (7-14) يومًا.
2. في الحالات البالغة: يوصي الطبيب بتناول المضاد الحيوي لمدة (7-14) يومًا في حالة الحمل أو عدوى الكلى.

 

إذا تعرضت النساء للعدوى بصورة متكررة، قد يوصي الطبيب بالخيارات التالية:

1. تناول جرعة واحدة يوميًا من المضاد الحيوي لتجنب الإصابة بالعدوى.
2. تناول جرعة واحدة بعد العلاقة الحميمية؛ لتجنب العدوى المنقولة جنسيًا.

قد يوصي الطبيب أيضًا بتناول بعض الأدوية التي تساعد على تخفيف الألم. إذا فشلت الأدوية في علاج الأعراض نتيجة وجود أحد المشكلات الصحية، يصبح المسار الجراحي هو الحل المناسب وفقًا للحالة الصحية للمريض.

كيف يمكن الوقاية من التهاب المثانة؟

يمكنك اتباع بعض الإرشادات للوقاية من الالتهاب، ومن أهمها:

1. تناول المزيد من الماء والسوائل بانتظام.
2. عدم حبس البول، والتبول عند الحاجة.
3. التبول بعد ممارسة الجماع.
4. تجنب استخدام مستحضرات العناية التي تحتوي على العطور، وعدم استخدام مزيل للعرق أو معطرات في منطقة المهبل.
5. تجفيف المنطقة التناسلية من الأمام للخلف وليس العكس.
6. تنظيف المنطقة التناسلية جيدًا وبصورة منتظمة.
7. ارتداء ملابس قطنية فضفاضة تساعد على تهوية المنطقة التناسلية.
8. تناول عصير أو مستخلص التوت البري.

ما مخاطر التهاب المثانة؟

قد يؤدي تجاهل علاج الالتهاب إلى حدوث بعض المضاعفات التالية:

1. مرور العدوى إلى الأعلى ووصولها إلى الكلى، الأمر الذي قد يسبب تضرر الكلى.
2. ظهور دم في البول.
3. متلازمة القولون العصبي.
4. الذئبة الحمراء.
5. اضطراب قاع الحوض.

 

المصادر:

https://www.webmd.com/urinary-incontinence-oab/what-is-cystitis

https://patient.info/womens-health/lower-urinary-tract-symptoms-in-women-luts/cystitis-in-women#nav-3

https://medlineplus.gov/ency/article/000526.htm

https://www.healthdirect.gov.au/cystitis#diagnosed

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15735-interstitial-cystitis-painful-bladder-syndrome

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/cystitis#treatment-for-cystitis

https://www.medicalnewstoday.com/articles/152997#what_is_cystitis

https://www.healthline.com/health/cystitis#prevention