1. الرئيسية
  2. أهم المقالات
  3. الإسهال … أسبابه وطرق العلاج

الإسهال … أسبابه وطرق العلاج

 

قد يبدو الإسهال “Diarrhea” أمرا بسيطا… لكن يعتبر في الحقيقة تحدّيا صعبا في الدول الفقيرة والنامية، الإسهال هو السبب الرئيسي الثاني لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، أحصت منظمة الصحة العالمية 525 ألف حالة وفاة حول العالم للأطفال دون الخامسة بسبب الإسهال خلال 2016، يرجع المشكل إلى عدم وجود شبكات تصريف المياه المستعملة من جهة وعدم توفر المياه الصالحة للشرب من جهة أخرى، وسنرى علاقة ذلك بالإسهال خلال هذا المقال.

 

  • ما هو الإسهال؟

الإسهال هو زيادة في كمية البراز تصل إلى 300 جرام في اليوم أو أكثر، بحيث تكون جدّ ليّنة أو سائلة و/أو زيادة في عدد مرات التبرز بأكثر من 3 مرات في اليوم. في العادة يكون وزن البراز 200 جرام في اليوم وعدد مرات التبرز هو مرة واحدة إلى مرّتين.

قد يكون البراز في حالة الإسهال مصحوبا بمخاط أو دم وقد يكون سائلا أقرب إلى الماء، يصحب الإسهال في بعض الحالات آلام في المستقيم وفتحة الشرج أثناء عملية الإخراج، الحمّى، الغثيان، القيء وآلام البطن أعراض شائعة خلال الإسهال، وكل عَرَض من الأعراض السابقة يقودنا إلى تشخيص معين لسبب الإسهال.

 

  • الباثوفيزيولوجي:

يحدث الإسهال وفق آليات نلخصها فيما يلي:

-إسهال أسموزي “ Osmotic“: ينتج عن وجود عناصر غير قابلة للامتصاص في الجهاز الهضمي، كما في حالة عدم تحمل اللاكتوز، الصيام لمدة يومين إلى ثلاثة يوقف الإسهال الأسموزي.

-إسهال إفرازي “Secretory“: ينتج عن وجود مواد (مثل السموم البكتيرية) تزيد من إفراز أيونات الكلور والماء في تجويف الأمعاء، وبالتالي يكون البراز سائلا وغزيرا.

-إسهال التهابي “Inflammatory“: يرتبط الإسهال الالتهابي بالأمراض التي تسبب التهاب أو تقرح بطانة الأمعاء (مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي).

-إسهال حركي “ motor“: ينتج عن عدم انتظام حركة الأمعاء كما في حالة القولون العصبي وفرط نشاط الغدة الدرقية.

 

  • أنواع الإسهال:

نميّز بين مختلف أنواع الإسهال على حسب المدة التي يستمر فيها.

الإسهالات الحادة: تستمر أقل من أسبوعين، وهي الإسهالات الأكثر انتشارا والمسؤولة عن وفيات الأطفال.

الإسهالات الشبه حادة: تستمر من أسبوعين إلى شهر.

الإسهالات المزمنة: تستمر أكثر من شهر.

 

 

  • ماهي أسباب الإسهال؟

الإسهالات الحادة:

العدوى الفيروسية: هناك مجموعة من الفيروسات التي تسبب الإسهال عن طريق آليات متعددة، أكثرها انتشارا “روتا فيروس-Rotavirus”، ينتقل هذا الفيروس عن طريق براز البشر ويستطيع العيش في الوسط الخارجي أكثر من شهر في درجة حرارة بين 4 و35 درجة مئوية ولا يتأثر بحموضة المعدة ولا أنزيماتها.

عادة ما تكون الحمى خفيفة في الإصابات الفيروسية، كما أن الشفاء يحدث تلقائيا خلال أيام.

العدوى البكتيرية: أشهرها، ” Vibrio cholerae” المسببة للكوليرا، “العصيات القولونية-Escherichia coli”، السالمونيلا-Salmonella”، “الكلوستريديوم-Clostridium”… تنمو هذه البكتيريا وخاصة بكتيريا الكوليرا في المياه الراكدة وتنتقل عبر المياه المستعملة، لذلك تنتشر في الدول الفقيرة ومخيمات اللاجئين ومناطق الكوارث.

يترافق البراز في كثير من الإصابات البكتيرية مع مع وجود دم و/أو مخاط، وتكون الحمى عادة مرتفعة، ويحتاج المصاب إلى علاج بالمضادات الحيوية.

“المتلازمة الزحارية-dysenteric syndrome هي حالة من الإسهال حيث يكون البراز قليلا لكن على مرات كثيرة، مصحوبا بآلام المستقيم ومنطقة الشرج ورغبة ملحة في التبرز، البراز يكون مخاطيا ومصحوبا بالدم أحيانا، الحمى والفشل.

الطفيليات: قد تبقى الطفيليات داخل الجهاز الهضمي لفترة طويلة قبل أن تسبب أعراضا مثل الإسهال، عادة عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة أو الذين يستعملون مضادات الالتهاب أو مثبطات المناعة، تكثر الإصابة بالطفيليات في البلدان الاستوائية.

بعض الأدوية: خاصة المضادات الحيوية، إذ أنها تؤثر أيضا على بكتيريا الأمعاء النافعة ” Gut flora” ينتج عنه اختلال في توازن الوسط المعوي وبالتالي الإسهال.

الإسهالات المزمنة:

-مرض السيلياك “Coeliac“: أو “عدم تحمل الجلوتين”: وهو من أمراض المناعة الذاتية، أين تكون الأمعاء غير قادرة على الامتصاص بشكل جيد، يظهر غالبا في الطفولة ويؤدي إلى تأخر النمو.

-أمراض الأمعاء الالتهابية: هي مجموعة من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، خاصّة القولون والأمعاء الدقيقة، أشهرها “داء كرون-Crohn’s disease” و “التهاب القولون التقرّحي-Ulcerative colitis”، يترافق البراز عادة مع إفرازات مخاطية ودموية.

فرط نشاط الغدة الدرقية.

العدوى المزمنة: إذا لم تتمكن المناعة من القضاء على الفيروسات، البكتيريا أو الطفيليات التي تغزو الأمعاء فإن الإسهال يصبح مزمنا.

 

  • ما الإجراءات الطبية لتشخيص الإسهال؟

خلال الفحص، يسأل الطبيب أولا عن صفات البراز، يسأل أيضا عن جميع الأعراض وتاريخ ظهورها وإذا ما كان أحد من العائلة أو من الأشخاص الذين تتواصل معهم قد أصيبوا بالإسهال في نفس الوقت، ظروف حدوث الإسهال (بما في ذلك السفر حديثا أو تناول وجبة في مطعم أو مصدر المياه)، تناول أدوية ما.

قد يطلب الطبيب (إن استلزم ذلك) فحص البراز و/أو زراعة البراز للبحث عن بكتيريا أو طفيلي معين، يمكن أن يطلب فحوصا أخرى كتنظير القولون “Colonoscopy”، خزعة الأمعاء “biopsy”، التصوير بالرنين المغناطيسي “MRI”.

 

  • ما العلاجات الدوائية للإسهال؟

يعتمد العلاج على التشخيص الذي يتوصّل إليه الطبيب، يصف الطبيب العلاج الخاص بكل تشخيص. في كل الحالات يجب دعم الجسم بالماء والأملاح بواسطة محلول إعادة التمييه الفموي “oral rehydration solution” خاصة بالنسبة للرضع والأطفال وكبار السن.

يجب الانتباه إلى عدم استخدام الأدوية المُنشِّفة مثل “Diosmectite” والأدوية المبطّئة لحركة الأمعاء مثل ” Loperamide” في حالة العدوى، إذ أنها قد تُنقِص من الإسهال، لكن تمنع الأمعاء من طرد الجراثيم، فالإسهال أساسا هو وسيلة دفاعية للجسم.

يُستخدم الفحم النشط المعروف بخصائصه في امتصاص السموم البكتيرية والغازات ومنظم لحركة الأمعاء.

البروبيوتكس “probiotics” هي أدوية ذات قاعدة ميكروبية تعمل على إعادة توازن البكتيريا المعوية النافعة، قد تكون نافعة في بعض الحالات لكن فعاليتها غير مثبتة بعد.

 

  • ما العلاجات المنزلية أو العلاجات الشعبية للإسهال؟

-أهم شيء يجب مراعاته في حالة الإسهال هو شرب كميات كافية من الماء لتعويض ما فُقد منه، يفضل إضافة الأملاح إليه.

-يمكن تحضير محلول إعادة التمييه في المنزل: أحضري لترا من الماء، أضيفي 8 ملاعق صغيرة من السكر + نصف ملعقة صغيرة من الملح.

-إذا كان الطفل يعاني من القيء فلا داعي لإجباره على شرب كميات كبيرة من المحلول، يكفي أن يشرب كميات صغيرة على فترات متقطعة.

-في حالة وجود حمى عند الطفل، استعملي مخفضات الحمى (الباراسيتامول) على شكل مشروب أو أكياس ولا تستعملي التحميلات الشرجية “suppositories” لأنها ستطرح سريعا مع البراز.

-يجب التنبه إلى أن براز الرضيع الذي يعتمد على الرضاعة الطبيعية يكون في الغالب برازا لينا وعقب كل رضعة.

-حساء الأرز: سواء لوحده أو مع إضافة الخضار، فهو مفيد جدا في حالات الإسهال بدون عدوى.

-شاي الزعتر: يعتبر الزعتر مطهّرا ومهدّئا لانقباضات المعدة، حضّر كوبا من الماء المغلي ثم أضف ملعقتين صغيرتين من الزعتر، واتركه لعشر دقائق، استعمل الوصفة ثلاث مرات في اليوم.

-اتباع رجيم بدون جلوتين (الحبوب بما في ذلك القمح) في حالة مرض السيلياك، أو رجيم بدون حليب ومشتقاته في حالة عدم تحمل اللاكتوز.

-لا تتناول مضادات حيوية من أجل عدوى فيروسية، المضادات الحيوية لا تنفع في حالة الفيروسات بل قد تضر البكتيريا المعوية المفيدة.

 

  • ما المضاعفات المحتملة للإسهال؟

كل نوع من أنواع الإسهال يعرّض المريض لمضاعفات معينة.

الإسهال الحاد: يمكن أن يؤدي سريعا إلى الجفاف خاصة عند الرضع والأطفال وكبار السن. من علامات الجفاف:

-قَرصُ الجلد يُحدث طيات تدوم لبعض الوقت.

-نقص إفراز اللعاب والدموع.

-غوران العينين.

-الخمول وتسارع ضربات القلب.

إذا لم يعالج الجفاف سريعا فإنه قد يؤدي إلى الوفاة، في حالة الجفاف يجب نقل المريض إلى قسم الطوارئ ليتم إعادة تمييه الجسم عن طريق الوريد.

الإسهال المزمن: يؤدي مع مرور الوقت إلى خسارة الشوارد وخاصة البوتاسيوم مما يؤدي إلى اختلال ضربات القلب.

 

  • ما طرق الوقاية من الإسهال؟

-غسل اليدين بالماء والصابون.

-غسل الخضر والفواكه وجوبا، عدم استهلاك الألبان الغير معقمة وطهي اللحوم والأسماك لمدة كافية.

-الانتباه إلى تواريخ نهاية صلاحية المواد الغذائية والتأكد من حفظ المأكولات بصورة جيدة.

-الرضاعة الطبيعية الحصرية إلى غاية الشهر السادس لتجنّب أي اختلال في عمل الجهاز الهضمي للرضيع.

-الاعتناء بالنظافة عموما ودورات المياه خصوصا.

-تجنب استهلاك مياه الجداول والأنهار.

 

  • النقاط الأساسية:
  • غالبا ما تكون الإصابات الفيروسية سببا للإسهال والشفاء يحدث تلقائيا خلال أيام.
  • في كل حالات الإسهال يجب دعم الجسم بالماء والأملاح بواسطة محلول إعادة التمييه الفموي.
  • اتباع طرق الوقاية كفيل بتجنيبك الإسهال، لكن ينبغي الحرص على تطبيقها عند الأطفال.

 

 

المراجع:

https://www.snfge.org/

https://www.msdmanuals.com/

https://www.who.int/

المواضيع ذات العلاقة

المواضيع الأكثر شعبية


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”default_sidebar”]

فئات المقالات


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”us_widget_area_category”]

المشاركات على انستجرام