يمثل الماء حوالي ثلثي جسم الإنسان، ويدخل في العديد من العمليات الحيوية، ويعمل على حدوث توازن في املاح الجسم، كما انه يساعد في الهضم، ويعمل على تليين المفاصل، وحماية قرنية العين، والعديد من العمليات الاخرى، لذا يعد الجفاف مشكلة خطرة.

تعد الاصابة بالجفاف مشكلة منتشرة للغاية في جميع انحاء العالم، وتزداد خصيصا في الدول التي تعاني من نقص المياة، مثل الدول الصحراوية، وتزداد تلك المشكلة بين الأطفال الصغار الغير قادرين على الحصول على السوائل بأنفسهم، وبين كبار السن الذين ينسون أحياناً شرب الماء.

أسباب الإصابة بالجفاف:

يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم الماء بنسبة أكبر مما يحصل عليها، وقد يحدث ذلك لعدة أسباب منها:

1.     عدم شرب كمية كافية من الماء

يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء يومياً، عن طريق التعرق، التبول، الدموع، وبخار الماء الناتج عن عملية التنفس، وغيرها من العمليات الحيوية، لذا فشرب كمية مناسبة من الماء يومياً أمر في منتهى الاهمية، حتى لو لم تشعر بالعطش.

تزداد كمية فقد الماء في المناخ الحار، أو عند القيام بنشاط رياضي كبير، ويقل تعاطي الماء في حالات مثل الصيام، أو عدم الاحساس بالعطش، لذا يفضل عدم القيام بأنشطة عنيفة عند الصيام، لأنه قد تتم الإصابة بالجفاف، وتختلف حدة الإصابة تبعاً لكمية المجهود المبذول وكمية الماء الذي تم فقده.

2.     الاسهال والقيء

يعد حدوث إسهال أو قيء أحد أهم أسباب حدوث الجفاف وأشهرها، إذ أن هناك عدة حالات مرضية تسبب تلك الأعراض، والتي تؤدي إلى فقد كمية كبيرة من الماء، مسببة حدوث مشكلة الجفاف.

تختلف خطورة الأمر تبعاً لعدد مرات التقيؤ، والإسهال، وكمية الماء المفقود أثناء ذلك الأمر، حيث تتدرج الخطورة من حالات عادية قليلة الخطورة، إلى حالات مميتة، مثلما كان يحدث في وباء الكوليرا الذي قتل ملايين البشر.

تعد خطورة الاسهال والقيء ليس فقط في فقد كمية كبيرة من الماء، ولكن فقد أيضاً كمية كبيرة من الأملاح والمعادن، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تغيرات في كيمياء الجسم قد تؤدي الى مشاكل خطيرة.

 

3.     التعرق

يعد العرق وسيلة دفاعية يقوم بها الجسم لمنع ارتفاع درجة حرارته، إذ يقوم العرق بتخفيض درجة الحرارة عن طريق إفراز الماء عبر مسامات الجلد.

يزداد التعرق في الاماكن الحارة، أو عند بذل مجهود بدني عنيف، أو عند الاصابة بالحمى، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة كمية الماء المفقود والتي يجب تعويضها، وإذا لم يتم تعويضها يصاب الجسم بالجفاف.

4.     داء السكري

يعمل داء السكري على زيادة نسبة التبول، وبالتالي زيادة كمية الماء المفقود من الجسم.

5.     داء السكري الكاذب

داء السكري الكاذب هو مرض يتسبب في زيادة الحاجة إلى التبول دون ارتفاع مستوى السكر في الدم، ولذلك فقد سمي بالسكري الكاذب، لأنه لا يحدث فيه أي خلل في مستوى السكر في الدم.

6.     شرب الكحوليات

تعمل الكحوليات كمواد مدرة للبول، ويؤدي شربها بكثرة إلى زيادة نسبة التبول بشكل كبير، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث جفاف.

7.     تناول أدوية مدرة للبول

تناول كمية كبيرة من الادوية المدرة للبول دون استشارة طبيب، أمر في غاية الخطورة، وقد يسبب الإصابة بجفاف حاد يؤدي الى مشاكل خطيرة.

8.     الاصابة بحروق

من أكثر الاسباب التي قد تسبب الوفاة في مرضى الحروق، خاصة الحروق الكبيرة، هي الجفاف، إذ يعمل الحرق على تدمير الأوعية الدموية، وتسرب الماء الى الأنسجة.

أعراض الجفاف

تنقسم  الاعراض تبعا لاختلاف حدة الجفاف وكمية الماء المفقود الى:

1-جفاف بسيط:

يتم فيه ظهور الأعراض التالية:

• الشعور بالعطش.
• الشعور بالإرهاق.
• جفاف الفم والحلق.
• قلة التبول.
• قلة إفراز الدموع.
• يصبح الجلد داكن.
• الإصابة بالإمساك.
• الشعور بصداع.
• الشعور بالدوار .

2-جفاف  شديد:

• زيادة الإحساس بالعطش لدرجة كبيرة.
• قلة إفراز العرق.
• حدوث هبوط في ضغط الدم.
• ارتفاع عدد ضربات القلب.
• عدم التبول لمدة تزيد عن 8 ساعات.
• تغوص العيون داخل محاجرها.
• هبوط مستوى الوعي لدى المريض، مما يؤدي إلى الشعور بالدوار وربما الاغماء.
• قد تحدث بعض نوبات التشنج.

3-الجفاف لدى الاطفال الرضع:

لا يستطيع الأطفال خاصة الرضع تمييز مدى خطورة الجفاف، لذا تقع تلك المسئولية على عاتق الأهالي، لذا يجب عند ملاحظة أياً من الأعراض التالية الاتصال بالطبيب:

• يبدو وكأن هناك انحناء في الرأس إلى الداخل في الاماكن التي لم تتصلب بعد.
• قلة أو عدم وجود دموع على الاطلاق عند بكاء الطفل.
• جفاف فم الطفل.
• قلة عدد مرات التبول، ويتم ملاحظة ذلك من خلال عدد الحفاضات التي يتم تغييرها يومياً، ويكون لون البول داكن.
• التنفس بصورة سريعة.
• الشعور بالدوار.

من اكثر عرضة للاصابة بالجفاف؟

هناك أشخاص معرضين بشكل أكثر من غيرهم للإصابة بحدوث جفاف مثل:

• الأطفال الرضع، لزيادة نسبة تعرضهم للاسهال والقيء.
• كبار السن، حيث مع ازدياد السن يقل شعور الإنسان بالعطش، فينسى كبار السن شرب كميات مناسبة من الماء.
• الأشخاص الذين يبذلون نشاط بدني يومي كبير، أو يعملون في درجة حرارة مرتفعة.
• مصابي الأمراض المزمنة، مثل السكري، أو امراض الكلية.
• الأشخاص الذين يتعاطون أدوية مدرة للبول.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

ينبغي زيارة الطبيب إذا ما لوحظ أحد الأعراض الآتية:

• حدوث إسهال أكثر من ست مرات في اليوم.
• إذا حدث قيء لأكثر من ثلاث مرات في اليوم.
• إذا ما تم تناول كميات مناسبة من المياة دون أن تختفي الأعراض المصاحبة للجفاف.

متى تستدعي حالة الجفاف الذهاب إلى مستشفى الطوارئ؟

ينبغي الذهاب فوراً الى المستشفى إذا ما ظهرت الأعراض الأتية:

• أن تغور عين المريض داخل محجرها.
• ارتفاع عدد ضربات القلب.
• ارتفاع معدل التنفس.
• انخفاض ضغط الدم.
• حدوث تشوش، أو هذيان، أو إغماء.
• حدوث تشنجات.

كيفية تشخيص الجفاف:

عند الذهاب إلى الطبيب أو المشفى، يستطيع الطبيب تشخيص إذا ما كان المريض يعاني من جفاف أم لا، وحدة المرض عن طريق:

• رؤية الأعراض على المريض.
• القيام بفحص الدم لمعرفة نسبة الأملاح في الدم، خاصة الصوديوم والبوتاسيوم.
• القيام بتحليل بول.
• في الأطفال يتم النظر الى القطعة اللينة في مقدمة الجمجمة والتي تكون غائرة الى الداخل في تلك الحالة.

كيفية علاج مشكلة الجفاف:

تتم معالجة مشكلة الجفاف عن طريق محاولة وصول الجسم مرة أخرى إلى وضع الاتزان عن طريق تعويض الماء المفقود، والأملاح المفقودة في حالة فقد أياً منها، وتختلف الطريقة تبعاً لسن المريض، وحدة الجفاف

علاج جفاف الأطفال:

في اغلب حالات الأطفال ينتج الجفاف عن الإسهال، أو القيء، أو ارتفاع درجة الحرارة، في تلك الحالة يقوم الطبيب بوصف محلول للجفاف يتم أخذه لتعويض الماء والأملاح المفقودة.

لا تعالج تلك الحالات بتناول الماء فقط، لأن الطفل يكون قد فقد كمية كبيرة من الاملاح اللازمة، والتي تؤثر على كيمياء الجسم.

علاج الجفاف عند البالغين:

في حالة اصابة البالغين بالجفاف، يتم تعويض فقدان الماء بشرب كمية مناسبة من الماء، أو تناول بعض العصائر التي تمد الجسم بالماء وبعض الأملاح، خاصة ما إذا كان فقد الماء ناتج عن درجة الحرارة العالية، أو ممارسة تمارين شديدة.

علاج الجفاف الشديد:

الجفاف الشديد يعتبر حالة طارئة ينبغي معها الذهاب إلى المشفى فوراً  لكي يقوم الاطباء باللازم، حيث يتم تركيب محاليل للمريض، وتعويض النقص الشديد للماء والأملاح الموجودة بالجسم.

مضاعفات الجفاف:

إصابات الحرارة:

يحدث ذلك عند القيام بتمارين عنيفة، في درجة حرارة مرتفعة ورطوبة عالية دون شرب كمية كافية من الماء، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تشنج في العضلات، وربما الإصابة بضربة شمس.

في الأماكن ذات الرطوبة العالية لا يتبخر العرق بشكل جيد لذا ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل كبير مسببة ازدياد خطر إصابات الحرارة.

حدوث مشاكل في الكليتين:

شرب الماء بشكل كافي يومياً، ضروري لصحة الكليتين، وإذا ما حدثت نوبات كثيرة من الجفاف قد تتأثر الكلى بذلك مسببة:

• تكون حصوات في الكلى.
• حدوث التهابات في الكليتين، أو الحالبين.
• قد ينتهي الأمر بحدوث فشل كلوي، وهو أمر غاية في الخطورة.

حدوث نوبات من التشنج:

تعمل العناصر الموجودة في الجسم مثل البوتاسيوم والصوديم والكالسيوم على التحكم في كهرباء الجسم، ونقل الإشارات العصبية من خلية إلى أخرى، لذا يجب أن تبقى في توازن تام، لأن حدوث أي خلل يؤثر على كهرباء الجسم وهو ما يحدث في حالة الجفاف الشديد، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث تشنجات عنيفة.

انخفاض ضغط الدم:

يعد انخفاض ضغط الدم أحد أخطر المضاعفات الناتجة عن الجفاف، خاصة أنه قد يصل إلى حالة مميتة إذا ما كان الجفاف شديداً، مسبباً هبوط ضغط الدم إلى مستويات لا يستطيع الجسم النجاة منها.

الوقاية من الجفاف:

• شرب الماء بشكل كافي يومياً، حتى ولو لم يتم الشعور بالعطش وتلك الكمية تعادل حوالي 2.5 لتر.
• إذا ما كان الطفل يعاني من الإسهال أو القيء، فمن الأفضل تزويده بكمية أكبر من الماء، واستخدام محلول للجفاف لتعويض الفقد في العناصر.
• شرب كميات مناسبة من الماء بعد ممارسة الرياضة.
• شرب كميات أكبر من الماء لمرضى السكر، وأمراض الكلى.
• محاولة عدم التعرض لدرجات الحرارة العالية.

المراجع:

 

https://www.nhs.uk/conditions/dehydration/

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dehydration/symptoms-causes/syc-20354086

Essentials of surgery textbook of kasralainy medical school.