1. الرئيسية
  2. المقالات الأكثر قراءة
  3. التوحد: بين الحقيقة والشائعات

التوحد: بين الحقيقة والشائعات

article1

كل ما تود معرفته عن التوحد | المفهوم والخصائص والأعراض والعلاج

يعد التوحد من الأمراض المرتبطة بمفاهيم خاطئة شائعة في المجتمع، لذا نسعى جاهدين لتغيير هذه الشائعات واستبدالها بمعلومات طبية صحيحة.

تشمل اضطرابات طيف التوحد الكثير من الأنواع التي تتفق في بعض الأعراض مثل فقدان بعض المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى إصابة طفل من كل 160 طفلٍ في العالم بالتوحد.

ما هو اضطراب التوحد؟

التوحد مرض وراثي مزمن يصيب الأطفال، وقد أثبتت الدراسات أنه يصيب الذكور بنسبة أعلى من الإناث، وقد يعتبره البعض من ضمن اضطرابات النمو. ويختلف تأثيره من شخصٍ لآخر، فقد يتسبب في أعراضٍ شديدة ومعيقة أوقد يعتبر هبة، حيث يختلف نمو المهارات، فقد يفتقد الطفل مهارة التواصل ولكن يتميز في الفن أو الرياضيات، أو أن يمتلك ذاكرةً قوية. ويفتقد مرضى التوحد القدرة على التواصل وفهم الأشخاص الآخرين؛ لذا يعانون دائما من مشكلة التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم وأفكارهم.

تبدأ أعراض التوحد في الظهور من عمر سنةٍ وحتى ثلاث سنوات، لذا لا تتردد في زيارة الطبيب إذا لاحظت أي من الأعراض التي سنذكرها لاحقًا على طفلك.

ما هي أنواع اضطرابات طيف التوحد ASD؟

  • مرض التوحد أو التوحد الكلاسيكي Autism، وهو ما يتم الكلام عنه باستفاضة في هذه المقالة، ويعاني مرضى هذا النوع من صعوبة تعلم اللغة، كما تظهر بوضوح بعض السلوكيات الغريبة وعدم القدرة على التواصل، كما قد تظهر بعض أعراض القصور الفكري.
  • متلازمة أسبرجر Asperger’s Syndrome، حيث يعاني المصابون من أعراض أقل شدة، ولا يعانون من صعوباتٍ في تعلم اللغة أو أعراض القصور الفكري.
  • اضطراب الطفولة التفككي Childhood Disintegrative Disorder، حيث ينمو الطفل بشكلٍ طبيعي إلى أن يصل لعمر سنتين ومن ثم تبدأ الأعراض الاجتماعية ويفقد الطفل بعض مهارات التواصل.
  • اضطراب النمو الشامل Pervasive Developmental Disorder، حيث يعاني المرضى من أعراضٍ أقل شدة عن النوع الأول والثاني، وقد يختبر المرضى بعض الأعراض الاجتماعية كصعوبة التواصل والتعبير.

 

ما هي أسباب مرض التوحد؟

أسباب التوحد ليست واضحة تماما للعلماء والأطباء، ولكن هناك بعض النظريات التي تساهم في حل لغز الأسباب ومنها:

  • العوامل الوراثية أو الجينية، حيث ينتشر التوحد بين العائلات، فإذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً، فإن ذلك يزيد من نسبة إصابة الطفل.
  • مشاكل في بعض أجزاء الدماغ المسؤولة عن تفسير المدخلات الحسية والتواصل وتعلم اللغة.
  • تعرض الأم الحامل لبعض الأدوية والمواد الكيميائية مثل مضادات التشنج والكحوليات، أو إصابتها بداء السكري أو السمنة المفرطة أو بعض الأمراض الأخرى مثل الحصبة الألمانية.
  • الولادة المبكرة قد تزيد من نسبة إصابة الطفل بالتوحد.
  • أشارت بعض الدراسات إلى أن عمر الأبوين يعد عاملًا من العوامل، فنسبة إصابة الطفل بالتوحد تزيد إذا كان أحد الأبوين كبيرًا في السن.

ما هي أعراض مرض التوحد؟

تختلف أعراض طيف التوحد من مريضٍ لآخر في الشدة والتطور، ولكن تتمحور جميع الأعراض حول فقدان التواصل الاجتماعي وضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي، وعدم القدرة على التفكير بشكلٍ سلس، مع التصرف بشكلٍ غير مألوف.

كما يؤدي هذا الاختلاف الواسع في الأعراض إلى تنوع طرق العلاج المطروحة، ولكن يجتمع الأطباء على ضرورة العلاج المبكر والذي يعتمد كليا على اكتشاف المرض في سنٍ صغير.

 ومن هذه الأعراض: 

  • صعوبة التواصل البصري مع الأشخاص.
  • صعوبة التواصل غير اللفظي (nonverbal communication).
  • عدم إبداء أي رد فعل أو استجابة عند سماع اسمه.
  • تكرار بعض التصرفات أو الكلمات.
  • الانزعاج الشديد عند التعرض للمؤثرات الحسية مثل سماع بعض الأصوات، أو شم ورؤية بعض الأشياء أو اللمس.
  • تجاهل كلام الأشخاص الآخرين وعدم سماعهم أو إبداء أي اهتمام بكلامهم.
  • عدم الاكتراث أو النظر للأشياء عندما يشير إليها أحد الأشخاص.
  • قلة الاهتمامات، أو الاهتمام الشديد ببعض الأشياء القليلة.
  • عدم تغير تعابير الوجه.
  • صعوبة فهم المغزى وراء بعض الكلمات وتعابير الوجه وتغير نبرة الصوت.
  • صعوبة التأقلم على التغيرات.
  • عدم الاندماج في اللعب مثل باقي الأطفال.
  • عدم القدرة على التعبير عن الاحتياجات والمشاعر.
  • عدم القدرة على الحوار والاندماج مع الآخرين.
  • فقدان المهارات بعد اكتسابها، مثل عدم القدرة على نطق بعض الكلمات بعد أن كان نطقها أمرًا سهلًا.
  • التحدث بنبرة صوت غريبة.
  • الحركة المفرطة المتمثلة في بعض التصرفات الغريبة، مثل خفقان اليد أو الدوران.
  • التعلق الشديد ببعض الأشياء الغريبة، مثل المفاتيح.
  • قد يعاني بعض الأطفال فيما بعد من التشنجات.
  • بالنسبة للذكور قد تشتمل الأعراض على الغضب السريع، والصوت المرتفع عند التعرض للتغيرات غير المريحة.
  • بالنسبة للإناث قد تشتمل الأعراض على الهدوء الشديد والانسحاب.

كيف يتم تشخيص التوحد؟

يتم تشخيص التوحد عن طريق تمعن الطبيب في تصرفات وسلوك الطفل، كما يسهم مدى تطور النمو أيضا في التشخيص. عادةً ما يتأخر التشخيص نظرًا لصغر السن الذي تظهر فيه الأعراض مما يؤدي إلى العلاج المتأخر.

ويتم التشخيص عن طريق:

 

●      مراقبة النمو:

والذي يتم عن طريق مراقبة الطفل وتطور سلوكه وتعامله مع الأشخاص وقدرته على الاندماج واللعب والتعلم والتحدث طبقًا للمرحلة العمرية، فإذا لاحظت بعض التأخر على طفلك فربما عليك زيارة طبيبٍ مختصٍ يقوم بالتعامل والحوار مع الطفل لمعرفة مدى استجابته، وربما يخضعه لبعض الاختبارات.

●      فحص النمو:

يتم عن طريق فحص كيفية تطور الطفل سلوكيًا، ويتم بواسطة الطبيب عن طريق اختبار الطفل أو عن طريق ملء أحد الوالدين استبيانا عن الطفل، ويشمل هذا الاستبيان أسئلة عن سلوك الطفل وتصرفاته وطريقة تعبيره عن مشاعره وتفكيره واستجابته لتعلم اللغة وما إلى ذلك. وبناءً على نتائج هذا الفحص يتم تحديد حالة الطفل، ومدى احتياجه للتدخل المبكر أو بعض العلاجات الخاصة. وقد أوصت المنظمة الأمريكية لطب الأطفال بإجراء هذا الفحص لجميع الأطفال عند عمر 9 و18 و30 شهرًا.

●      التقييم التنموي الشامل:

لا يعتبر هذا التقييم من وسائل التشخيص، ولكنه يحدد حالة الطفل وقدرته على التطور ومتابعة مسار النمو. وإذا تم ملاحظة بعض المشكلات يتدخل الطبيب للفحص الدقيق مثل فحص النمو.

ما هي المضاعفات المحتملة لمرض التوحد؟

يعد المصاب بالتوحد من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض مثل: اضطرابات النوم واضطرابات الجهاز الهضمي، كما أنهم أكثر عرضة لتصرفات الإيذاء الذاتي. وتعد الزيادة في شدة الأعراض من المضاعفات أيضا، ومن أمثلة الاضطرابات التي يمكن حدوثها:

  • القصور الفكري أو الإعاقة الذهنية.
  • اضطرابات اللغة.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.
  • خلل الأداء التنموي، وهو اضطراب عصبي يؤثر على استيعاب الأطفال وتعلمهم.
  • اضطرابات السلوك، مثل السلوك التخريبي والإيذاء الذاتي.
  • الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب وثنائي القطب.
  • اضطرابات النوم واضطرابات الأكل.
  • الجامود Catatonia، ويتمثل في الجمود التام وعدم الحركة وثبوت تعابير الوجه وعدم تغيرها للتعبير عن المشاعر.
  • متلازمة توريت Tourettes disorder.
  • اضطرابات التشنج اللاإرادي أو العرات Tics disorder.

هل يوجد علاج للتوحد؟

يتم التركيز على معالجة أعراض المريض وتلبية احتياجاته بغض النظر عن مسمى المرض، حيث تختلف الأعراض من شخصٍ لآخر، وأيضاً قد تتشابه أعراض التوحد مع أعراض أمراضٍ أخرى مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وتشتمل طرق العلاج على:

  • إدارة السلوك.
  • العلاج المعرفي السلوكي، حيث يتم السيطرة على الأفكار والتصرفات.
  • العلاج الدوائي، الذي يسيطر على بعض الأعراض والسلوكيات مثل الإيذاء الذاتي.
  • تدريب المهارات الاجتماعية، عن طريق تعلم كيفية الحوار والتصرف خلال اللعب والأنشطة الاجتماعية.
  • علاج النطق واللغة، عن طريق بعض التدريبات التي تعزز من مهارات المرضى للتعامل مع المجتمع.
  • العلاج الطبيعي والأنشطة الرياضية، حيث يصاب بعض المرضى بمشاكل الحركة.
  • التدخل المبكر عند سنتين أو ثلاث سنوات حين يكون الدماغ في مرحلة التكوين، يساعد ذلك في مدى تحسن الحالة، وقد يتم شفاء بعض المرضى تمامًا إذا بدأ العلاج مبكرًا.

كيف أتعامل مع شخص مصاب بالتوحد؟

يقول أحد مرضى التوحد: “عدم القدرة على مناقشة مشاكلي مع أي شخص وعدم القدرة على التعبير عن عواطفي، أدت إلى خلق عالم مخيف ومليء بالتساؤلات.”

علينا جميعاً -كمجتمع- تقبل مرضى التوحد، كما يجب علينا أن ندرك صعوبة أعراض هذا المرض ومدى معاناة المصابين به، وبالتالي عدم وصمهم وتجنبهم. ولكن كيف نتعامل معهم؟

  • احترم عزلتهم لأنها تشعرهم بالأمان، ولا تظن بأنهم يقومون بتجاهلك، هم فقط ينزعجون من المدخلات الحسية الكثيرة لذا يتجنبون الاستجابة لها.
  • لا تتحدث عنهم متخيلًا عدم فهمهم لكلامك.
  • تجنب التعامل عن طريق تعابير الوجه لأنهم لا يملكون إدراكًا للتعابير، وبالتالي لن يفهموا مرادك.
  • لا تطلب منهم التصرف بشكل طبيعي، لأنهم يتصرفون بالطريقة التي يعرفها عقلهم.
  • احرص على إعطاء المريض جرعة من التفاؤل، وتقبل مرضه وتعامل معه على أنه فرصة لرؤية العالم بشكل مختلف.

كيف أتعامل مع طفلي المصاب بالتوحد؟

يمكن التعامل مع طفل التوحد كما يلي:

  • اخلق بيئة آمنة لطفلك عن طريق تخصيص مكانٍ ما في المنزل يمكّن الطفل من الشعور بالراحة والسلام، وإذا كان لدى طفلك أعراض الإيذاء الذاتي، فعليك مراقبته لضمان سلامته.
  • احرص على وضع الجداول المنظمة المشتملة على مواعيد الطعام والعلاج والنوم، والتزم بها.
  • اخلق طريقة للتواصل غير اللفظي، وكن على يقين تام بأن طفلك المتوحد يتواصل معك بطريقة مختلفة عن الكلام، وإذا انتبهت لطفلك ستفهم طريقة تواصله معك عن طريق إصدار بعض الأصوات عند الجوع، أو التعب، أو للتعبير عن بعض المشاعر.
  • احرص على تخصيص وقتٍ محدد للعب مع طفلك، واستخدم الألعاب التي تسعده وتضحكه.
  • تحقق من تأثير المدخلات الحسية المتنوعة على طفلك واستجابته لها، ثم لاحظ المؤثرات التي تزعجه وقم بتجنبها.
  • اعرف المؤثرات التي تجعل طفلك سعيدًا ومستمتعًا ثم قم بتفعيلها وممارستها معه.
  • اسع للدعم النفسي، مثل مجموعات الدعم النفسي.

 

الخلاصة:

الكثير من أطفال العالم يعانون من مرض التوحد مما ينعكس على سلوكهم وتصرفاتهم وتفكيرهم، كما أن للمجتمع والأسرة دور مهم في خلق بيئةٍ مسالمة للمرضى لا يتم وصمهم فيها بالمرض، أو رفضهم والسخرية من معاناتهم.

ولمرض التوحد أعراض متنوعة ومتشابهة مع بعض الأمراض الأخرى، ولكن السيطرة على هذه الأعراض أمر ممكن، ويتم عن طريق العلاج النفسي والعلاج الدوائي حسب حالة المريض.

المصادر:

Autism by WHO

ASD types

Autism diagnosis

Autism complications

Autism treatment

Autism and COVID

interacting with autistic people

support your autistic child

المواضيع ذات العلاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Fill out this field
Fill out this field
من فضلك تعبئة بريدك الإلكتروني
You need to agree with the terms to proceed

المواضيع الأكثر شعبية


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”default_sidebar”]

فئات المقالات


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”us_widget_area_category”]

المشاركات على انستجرام