1. الرئيسية
  2. المقالات
  3. الذئبة الحمراء.. أسبابها، أعراضها، وطرق التشخيص والعلاج.

الذئبة الحمراء.. أسبابها، أعراضها، وطرق التشخيص والعلاج.

يعد مرض الذئبة، أحد أشهر الأمراض المناعية، وهو مرض يصيب الجنسين لكن نسبة إصابته للنساء أكثر بكثير، إذ تصل إلى حوالي عشرة أضعاف نسبة الإصابة عند الرجال، وتعد النساء بين سن ال ٢٠ وال٤٥ هي الأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

 

ما هو مرض الذئبة الحمراء:

مرض الذئبة الحمراء هو مرض مناعي، ينتج بسبب حدوث خلل في خلايا المناعة الخاصة بالجسم، مما يجعلها تهاجم العديد من خلايا الجسم، مسببة ارتباط الأجسام المضادة للخلايا المناعية مع خلايا الجسم المختلفة، مما يتسبب في ترسب هذه الجزيئات المتكونة  من اتحاد الأجسام المضادة مع الخلايا في أعضاء الجسم المختلفة، مسببة أضرار جسيمة.

 

أسباب حدوث الذئبة الحمراء:

كعادة الأمراض المناعية، لا توجد إجابة حاسمة بعد عن سبب حدوث هذا الخلل في خلايا المناعة، لكن هناك العديد من النظريات القوية بهذا الشأن:

١-عوامل جينية

من الممكن أن يحدث خلل في الجينات مرتبط بعائلة من الجينات تعرف باسم HLA، ترتبط تلك العائلة من الجينات بحدوث العديد من الأمراض المناعية.

يرتبط حدوث مرض الذئبة الحمراء بوجود  HLA DR2، HLA D8.

إذا كان أحد الأبوين يمتلك أي من هؤلاء الجينين فإن هناك فرصة لانتقالها إلى أحد الأبناء.

٢-عوامل بيئية:

توجد عدة نظريات تربط مرض الذئبة الحمراء بعدة عوامل بيئية مثل:

  • التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة.
  • الإصابة بعدوى.

٣-تناول بعض الأدوية:

توجد عدة أدوية تقوم بتحفيز مرض الذئبة الحمراء مثل:

  • Hydralazine
  • Isoniazid (INH)
  • Penicillamine
  • Phenytoin

٤-الهرمونات:

توجد عدة نظريات تربط بين هرمون الاستروجين، وبين مرض الذئبة الحمراء، وهو ما يفسر كون المرض منتشر في النساء بنسبة أكبر بكثير عما هي في الرجال، ويفسر أيضاً زيادة النسبة بين النساء في فترة الخصوبة، وازدياد المرض بحدوث الحمل.

أعراض الذئبة الحمراء:

يصيب مرض الذئبة معظم أجهزة الجسم تقريباً وهو ما يجعل هناك العديد من الأعراض المرتبطة بهذا المرض،منها ما هو بسيط، ومنها ما قد يؤدي إلى الوفاة، إذا لم يتم اكتشاف المرض سريعاً، ويتم تقسيمها إلى:

١-أعراض عامة:

  • حدوث ارتفاع في درجة الحرارة.
  • زيادة التعرق.
  • شعور عام بالإرهاق.
  • الإصابة بالأنيميا.

٢-إصابة المفاصل:

التهاب المفاصل، خاصة الصغيرة الموجودة عند أطراف اليدين، والقدمين من الأعراض الرئيسية المرتبطة بمرض الذئبة الحمراء. ويكون ألم المفاصل على الناحيتين، وليس في ناحية واحدة.

٣-أعراض جلدية:

  • حدوث طفح جلدي على الوجه شكله مميز، إذ أن شكله يشبه الفراشة.
  • حدوث طفح جلدي في اليدين، والأماكن المعرضة للشمس
  • حدوث ثعلبة ( تساقط الشعر في منطقة معينة في الرأس).
  • الإصابة بتقرحات في الفم، والقدم.
  • وجود حساسية تجاه الشمس.

٤-إصابة الكلية:

تتأثر الكلية بشكل كبير جراء الإصابة بمرض الذئبة الحمراء، وقد يصل الأمر إلى حدوث فشل كلوي.

يظهر البول في شكل زلال البيض، وقد يلاحظ المريض تغير لون البول إلى اللون الأحمر.

لا يحدث هذا في غالب الأمر في حالات الذئبة الناتجة عن تناول الأدوية.

 

٥-إصابة القلب:

يحدث التهاب في عضلة القلب، وفي الغشاء القلبي، الأمر الذي قد يؤول في النهاية إذا لم يتم علاجه إلى قصور عضلة القلب عن أداء وظيفتها. وقد يؤدي إلى الوفاة.

يشعر المريض ب:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الارهاق.
  • عدم القدرة على بذل مجهود كبير.
  • قصر النفس.

 

٣-إصابة الرئتين:

يحدث التهاب في الغشاء المبطن للرئة، الأمر الذي قد يتطور إلى حدوث تليف رئوي، وهو ما يؤدي إلى حدوث حالة تعرف ب( الانكماش الرئوي) حيث ينكمش حجم الرئة نتيجة التليف، وتقل كفاءتها.

يعاني المريض من حالة متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (actue respiratory distress syndrome)

وفيها لا يستطيع المريض أن يتنفس بشكل سليم.

٤-أعراض عصبية:

  • صداع حاد.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • حدوث خلل في الأعصاب، يؤدي إلى عدم السير، أو استخدام اليدين بشكل سليم.
  • اعتلال العضلات.
  • الإصابة بنوبات من الصرع.
  • الإصابة بمرض الرقاص.

٥-إصابة العين:

  • احمرار العين.
  • التهاب القرنية.
  • التهاب القزحية.

٦-أعراض الجهاز الهضمي:

  • الشعور بالغثيان، والحاجة إلى التقيؤ.
  • حدوث قرح في المعدة، وفي الفم.
  • الشعور بألم في البطن.

٧-إصابة الأوعية الدموية:

يحدث التهاب للأوعية الدموية يؤدي إلى:

  • زيادة نسبة حدوث الجلطات في الأوعية الدموية
  • حدوث مرض ريانود Raynaud’s phenomenon، وهو مرض يحدث للنساء، يحدث فيه عدم وصول الدم إلى اطراف الأصابع.

 

مضاعفات مرض الذئبة الحمراء:

  1. حدوث فشل كلوي.
  2. اعتلال عضلة القلب، وتوقفها.
  3. الإصابة بالعدوى.
  4. حدوث سكتة دماغية.
  5. زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الدم والثدي.
  6. إصابة الشريان التاجي.

كيفية تشخيص الذئبة الحمراء:

مرض الذئبة مرض مناعي خطير، ويصيب العديد من الأجهزة، لذا فإن أعراضه تتشابه مع العديد من الأمراض الأخرى، لذا عند الذهاب للطبيب، سيقوم الطبيب بعدة فحوصات للتأكد.

١-معرفة التاريخ المرضي

يقوم الطبيب بالسؤال عن الأعراض، وعما إذا كان هناك أفراد في العائلة قد أصيبوا بهذه الأعراض من قبل.

 

٢-فحص الدم

في الغالب سوف تُظهر صورة الدم وجود:

  • أنيميا (فقر دم)
  • انخفاض في كرات الدم الحمراء.
  • ازدياد نسبة الترسيب.
  • انخفاض نسبة الصفائح الدموية
  • انخفاض نسبة بروتينات معينة مثل C3 و C4

٣-اختبار الأمصال

يقوم هذا الاختبار بالكشف عن وجود أجسام مضادة معينة والتي من الممكن أن تكون سبب من اسباب الإصابة بهذا المرض.

يكشف هذا الاختبار عن وجود:

  • خلايا الذئبة الحمراء في حوالي ٨٠٪ من الحالات.
  • عامل الروماتويد في حوالي ٢٥٪ من الحالات.
  • أجسام مضادة تعرف ب ANA في حوالي ٩٥٪ من الحالات.

هؤلاء العوامل الثلاثة ليسوا حكراً على مرض الذئبة، أي أنه من الممكن تواجدهم في أمراض أخرى بنسب متفاوتة، لكن هناك عدة أجسام توجد فقط في مرض الذئبة منها:

  • Anti double stranded DNA
  • Anti smith
  • Anti histone
  • Anti cardiolipin

هذه الأجسام المضادة تتواجد فقط في مرض الذئبة الحمراء، وعند وجود anti smith في اختبار الامصال، يعني هذا أن الحالة سيئة.

٤-القيام بأشعة سينية X-ray

قد يطلب الطبيب القيام بأشعة سينية على الصدر، ليكشف إذا ما كان هناك تأثر في الرئة أم لا.

وأيضا أشعة سينية على بعض العظام ليتأكد من عدم وجود هشاشة في العظام.

٥-القيام بتحاليل لقياس كفاءة الكليتين

يتم القيام بتحليل بول، وتحليل وظائف كلى، لمعرفة مدى تأثر الكليتين بمرض الذئبة الحمراء، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.

٦-سحب عينة من  سائل المفاصل

يوجد في جميع مفاصل الإنسان سائل من نوع معين، يعطي هذا السائل المفاصل نوع من الليونة والسهولة في الحركة، ويمنع احتكاك المفاصل وتآكلها.

تترسب الأجسام المضادة لمرض الذئبة في المفاصل وتعمل على التهابها، لذا يتم سحب عينة من السائل الموجود في المفاصل وتحليلها، لمعرفة إذا ما كان هناك أجسام مضادة فيها أم لا، ومعرفة نوع هذه الأجسام إن وجدت.

 

بعد القيام بكل تلك التحاليل يستطيع الطبيب أن يقول إذا ما كان المريض مصاب بالذئبة الحمراء أم لا، وذلك من خلال معايير معينة يستطيع الأطباء ممن خلالها معرفة إذا ما كانت الأعراض ناتجة عن الذئبة، أم مرض آخر.

 

علاج مرض الذئبة الحمراء:

لم يتم التوصل بعد إلى علاج لمرض الذئبة، شأنه في ذلك شأن معظم الأمراض المناعية. لكن العلاجات الموجودة حالياً مخصصة لعلاج الأعراض الناتجة عن مرض الذئبة الحمراء، وتخفيفها.

قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية مثل:

١-مضادات الالتهاب الغير ستيرويدية:

تعمل تلك الأدوية على علاج الالتهابات الموجودة في المفاصل، والتي تسبب ألم حاد للمريض، أو الالتهابات الموجودة في الصدر، والتي قد تؤثر على قدرة المريض على التنفس.

٢-الستيرويدات (كورتيزون)

يستخدم الكورتيزون لعلاج حالات التهاب الشديدة، والتي قد لا تستطيع مضادات الالتهابات الغير ستيرويدية التعامل معها.

من الممكن أن يتم أخذ الكورتيزون كمرهم موضعي يوضع فوق مكان الالتهاب، أو كدواء يتم أخذه عن طريق الفم، إذا ما كان الغرض منه القيام بتأثير عبر الجسم كله وليس في مكان معين.

بالطبع يجب ألا يتم تناول أي جرعة من الكورتيزون إلا تبعاً لاستشارة الطبيب، الذي يقوم بتحديد ما إذا كان المريض يحتاج إلى كورتيزون أم لا، ومدى الجرعة التي يحتاجها، وذلك لأن الكورتيزون قد يسبب العديد من المشاكل إذا ما تم تناوله بشكل مفرط دون استشارة طبيب.

٣-دواء هيدروكسيكلروكين  hydroxychlorquine

يتم استخدامه أحياناً بجرعة بسيطة بجانب الكورتيزون، لعلاج الأعراض الجلدية، أو علاج التهاب المفاصل الذي لا تصلح مضادات الالتهابات الغير ستيرويدية في علاجه.

٤-دواء بيليموماب belimumab

يعد هذا الدواء هو الدواء الوحيد الذي يساهم إلى حد ما في علاج مرض الذئبة ، حيث يتم توجيهه ناحية الخلايا الليمفاوية من النوع ت T lymphocytes ويعمل على تقليل نشاطها.

في عام ٢٠١١ اعتمدت منظمة الصحة العالمية هذا الدواء، ويتم أخذ هذا الدواء كدواء مساعد لأدوية أخرى، حيث أنه لا يستطيع التخلص من المرض بالكامل.

٥-أدوية مثبطة للمناعة:

مرض الذئبة الحمراء مرض مناعي بعد كل شيء، ينتج عن اختلال جهاز المناعة بشكل ما، وبالتالي فإنه من الممكن أن يصف الطبيب أدوية مثبطة للمناعة ليستطيع إيقاف تطور المرض، خاصة إذا ما كانت الحالة مضادة للعلاج بالكورتيزون.

من أمثلة تلك الأدوية:

  • ميثوتريكسيت methotrexate
  • ازاثيوبرين azathioprine
  • سيكلوفوسفامايد cyclophosphamide

٦- تنقية البلازما:

في حالات الذئبة الحمراء التي يصاب فيها المخ أو الكلية بأعراض خطيرة، يتم تنقية بلازما الدم من الأجسام المضادة التي تنتشر فيها.

٧-الغسيل الكلوي:

إذا ما تمت إصابة الكلية بشكل بالغ، قد يؤدي الأمر في النهاية إلى حدوث فشل كلوي، وحينها يضطر المريض إلى القيام بعملية غسيل كلوي مدى الحياة، أو حتى يقوم بعملية زراعة لكلية جديدة.

٨-إزالة الطحال:

إزالة الطحال يبقى حل أخير، للحد من حدة المرض، ولأن المرض يعمل على تضخم الطحال وهو ما يؤدي إلى ضيق القنوات التي تمر من خلالها خلايا الدم المختلفة، ضيق تلك القنوات يؤدي إلى تكسير خلايا الدم السليمة مما يؤدي إلى حدوث فقر في الدم (أنيميا) بسبب تكسير خلايا الدم الحمراء، ويؤدي أيضاً إلى تكسير الصفائح الدموية، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة التئام الجروح.

يقوم الطبيب قبل إزالة الطحال بإعطاء المريض عدة أمصال، وذلك حماية له من حدوث العدوى، ذلك أن الطحال يمثل جزء هام للغاية من الجهاز المناعي للشخص.

الوقاية من مرض الذئبة الحمراء:

من الممكن تخفيف حدة أعراض المرض باتباع بضعة تعليمات يومية بسيطة:

  • الحصول على قدر وافي من الراحة
  • ارتداء نظارات شمسية، وملابس تغطي الجسد كله، لتجنب حساسية الشمس.
  • تجنب تناول الأدوية المحفزة لمرض الذئبة.

المراجع:

www.lupusov/lupus

 

https://www.cdc.gov/lupus/basics/symptoms.htm

 

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5029243/

 

 

 

المواضيع ذات العلاقة

المواضيع الأكثر شعبية


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”default_sidebar”]

فئات المقالات


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”us_widget_area_category”]

المشاركات على انستجرام