1. الرئيسية
  2. أهم المقالات
  3. الربو… دليلك إلى أكثر الأمراض التنفسية انتشارا

الربو… دليلك إلى أكثر الأمراض التنفسية انتشارا

Woman with inhaler

يعد الربو أحد أشهر الأمراض التنفسية المزمنة حول العالم، ويصيب البشر من كافة الأعمار، إلا أنه يصيب الأطفال بنسبةٍ أكبر. وتتزايد نسبة حدوثه بانتظام على مدار الأربعين سنةٍ الماضية، وقد وصل الأمر في بعض المناطق السكانية إلى نسبة ١٨٪ من حالات الإصابة بالربو عند الأطفال.

ونوبات الربو ليست بالأمر الهين، فهي سبب رئيسي للغياب عن المدرسة، أو العمل لفترات طويلة، مما يؤثر على حياة المريض بشكلٍ سلبي.

 

ما هو الربو؟

هو التهاب مزمن في الجهاز التنفسي، يعمل هذا الالتهاب على تضييق مسارات الهواء وقد يتسبب في غلقها تماما. ويتميز بالاستجابة السريعة لأي محفز، مما يؤدي إلى سهولة التعرض لنوبات الربو، ولكن مع سهولة الاستجابة للعلاج أيضا.

أنواع الربو:

ينقسم إلى نوعين:

  • نوع يبدأ منذ الطفولة.
  • نوع يبدأ عند البالغين.

 

الربو عند الأطفال:

نسبة حدوث الربو عند الأطفال:

يصاب حوالي ١٠٪ من الأطفال في المدارس بالربو، وتزداد هذه النسبة في الأطفال قبل سن المدارس، وقد تصل أحيانا إلى ما يقارب ١٨٪ من نسبة الأطفال. ويصيب الربو الذكور بنسبةٍ أكبر من الإناث قبل سن البلوغ، أما بعد البلوغ تتساوى نسبة المصابين تقريباً بين الجنسين.

سن الإصابة بالربو عند الأطفال:

قد يصاب الإنسان بالربو في أي عمر، لكن تكثر نسبته بشدةٍ بين الأطفال، وقد يختبر المرضى نوبتهم الأولى حسب التالي:

  • ٣٠٪ من المرضى يختبرون نوبتهم الأولى قبل مرور عامهم الأول.
  • ٥٠٪ من المرضى يختبرون نوبة الربو الأولى قبل سن الثالثة.
  • ٨٠٪ من المرضى يختبرون نوبة الربو الأولى قبل سن الخامسة.

الربو عند البالغين:

نسبة الحدوث:

يعد مرض الربو أحد أكثر الأمراض غير المعدية انتشارا حول العالم، إذ يقبع في الترتيب السادس عشر في قائمة أكثر الأمراض المسببة للإعاقة عن الحياة الطبيعية في العالم. وأصيب حوالي ٨٪ من سكان الولايات المتحدة به، ويعد الكبار بين سن ٤٥-٦٥ عامًا أكثر الأشخاص عرضة للإصابة.

أسباب حدوث الربو:

سبب حدوث الربو غير معروفٍ بالتحديد، لكنه يندرج تحت أسبابٍ جينية أو عوامل بيئية، ويُعتقد وجود جينٍ في المصابين بالربو، يتفاعل هذا الجين مع المحفزات بشكلٍ أكبر من المعتاد مما يؤدي إلى تفاقم الربو.

ومن أمثلة هذه المحفزات:

  • الأتربة، والغبار الكثيف.
  • عوادم السيارات.
  • فراء الحيوانات الأليفة، مثل القطط أو الكلاب.
  • ريش الطيور قد يسبب نوبات الربو عند الأطفال.
  • بعض أنواع الطعام.
  • إصابة الجهاز التنفسي بعدوى فيروسية.
  • الهواء البارد قد يحفز حدوث نوبة الربو.
  • القيام بتمارين شاقة أو عنيفة.
  • المشاعر العنيفة تؤثر على النظام الهرموني والعصبي في الجسم، مما قد ينتج عنها أعراض تنفسية تحفز وجود الربو.
  • بعض الأدوية مثل الأسبرين، ومضادات الاكتئاب غير الستيرويدية.
  • تدخين السجائر.
  • التعرض لمواد كيميائية.

 

يستجيب الجسم للمؤثرات السابقة ويتفاعل معها، وتؤدي هذه الاستجابة في النهاية إلى:

  • تضييق الحويصلات الهوائية.
  • زيادة إفراز المخاط للتخلص من المؤثرات الخارجية.
  • زيادة عدد الخلايا المناعية لمهاجمة المحفزات الخارجية.

من المفترض أن يكون هذا هو رد الفعل الطبيعي ضد أي عامل ملوثٍ خارجي، لكن في حالة الربو يكون رد فعل الجسم تجاه المؤثر الخارجي اقوى بكثيرٍ من المعتاد فينقلب الأمر إلى النقيض، إذ يؤدي رد الفعل العنيف إلى زيادة ضيق المسار الهوائي، وزيادة كمية المخاط وحدوث الالتهابات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض أزمة الربو.

عوامل تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالربو:

  1. إن العديد من الوظائف والأعمال التي يتعرض فيها العامل للعوامل المحفزة على الربو، ترتبط باحتمالية أعلى للإصابة. مثل:
  • العاملين بمجال المواد الكيميائية أو الصناعية.
  • الخباز، الذي يتعرض بكثرة لغبار الدقيق.
  • الطبيب البيطري، أو بائعي الحيوانات.
  • الرسامين الذين يستخدمون الرذاذ.
  1. السمنة، إذ تعمل السمنة على زيادة احتمالية الإصابة بالربو بشكلٍ أكبر قد يصل إلى ٤ أضعاف.
  2. أن يكون المريض مصاب بنوعٍ آخر من الحساسية.

أعراض الربو:

يعاني المرضى غالبا من عدة أعراض، مثل:

  • ضيق التنفس
  • ويكون التنفس مصحوب بصوت صفير
  • السعال.

تظهر هذه الأعراض على هيئة نوبات تتخللها فترات راحة، وتختلف مدتها وشدة أعراضها حسب حالة كل مريض.

  • تسوء الأعراض في الصباح الباكر أو في المساء، وذلك بسبب زيادة سيطرة الجهاز الباراسيمبثاوي على الجسد في هذه الأثناء، وهو ما يؤدي إلى ضيق الحويصلات الهوائية.

 

اختلاف الأعراض بين الأطفال والبالغين:

بالرغم من تشابه أعراض الربو عند الأطفال والبالغين إلا أن هناك عدة اختلافات بين الإثنين:

  • تميل الأعراض إلى الاستمرارية لدى البالغين، أكثر من الأطفال.
  • يصعب السيطرة على الأعراض عند كبار السن، مقارنةً بالأطفال.
  • تميل وظائف الرئة لدى كبار السن إلى التدهور بشكلٍ أسرع عند الإصابة بنوبة الربو.
  • يعد كبار السن أكثر عرضةً للوفاة، نتيجة حدوث نوبة الربو.

 

كيفية تشخيص الربو:

أخذ التاريخ المرضي:

يبدأ الطبيب في السؤال عن الشكوى والأعراض، ويسأل عن شدة الأعراض وتوقيتها.

 

القيام بالفحص الجسدي:

في الغالب لن يجد الطبيب أي أعراضٍ ظاهرة في الفترة ما بين النوبات، لكنه يستطيع ملاحظة مشاكل التنفس أو كثرة السعال في فترة ظهور الأعراض.

 

استخدام مقياس التنفس:

يجلس المريض قبالة جهاز معين ويقوم بالنفخ فيه؛ لمعرفة مقدار سرعة التنفس ومقدار الهواء الذي يستطيع المريض أن يحتفظ به داخل رئتيه.

 

اختبار أكسيد النيتريك:

يجلس المريض قبالة جهاز معين ويقوم بالنفخ فيه، ويتم حينها قياس نسبة أكسيد النيتريك في الهواء الخارج من الرئتين.

ويعني وجود نسبةٍ كبيرةٍ من أكسيد النيتريك وجود التهاباتٍ في مسار الهواء.

 

اختبار الحساسية:

يتم القيام بعدة اختبارات للحساسية، للتأكد من وجود حساسيةٍ من عدمها.

 

معرفة مدى حدة المرض:

لمعرفة مدى حدة المرض، يجب الاهتمام بثلاثة محاورٍ أساسية:

  • عدد مرات ظهور الأعراض.
  • عدد مرات ظهور الأعراض الليلية.
  • القيام باختبار (PEF) وهو اختبار يوضح سرعة التنفس، واختبار (FEV1) وهو اختبار يوضح كمية الهواء الخارج من الرئة في الثانية الأولى، وهما اختباران يوضحان مدى كفاءة الرئة.

 

تبعاً لهذه المحاور الأساسية، يتدرج الربو إلى:

متقطع:

  • تظهر الأعراض مرة أسبوعيًا، أو أقل من ذلك.
  • الأعراض الليلية لا تظهر أكثر من مرتين في الشهر.
  • تظهر نتائج اختباري الـ(PEF)، والـ(FEV1) مساوية أو أعلى من 80% من النسبة الطبيعية.
  • الفرق بين نتائج الاختبارين تكون أقل من ٢٠٪، وكلما ازداد الفرق بينهما، دل ذلك على زيادة حدة المرض.

 

مستمر، خفيف الحدة:

  • تظهر الأعراض أكثر من مرةٍ في الأسبوع، ولكن أقل من مرةٍ في اليوم.
  • من الممكن حدوث نوباتٍ حادة تؤثر على النوم أو الأنشطة اليومية.
  • تُظهر نتائج اختباري الـ(PEF)، والـ(FEV1) نسبةً أقل من ٨٠٪ من الطبيعي، ويكون الفرق بينهما ما بين ٢٠-٣٠٪.

 

مستمر، متوسط الحدة:

  • تظهر أعراض الربو بشكل يومي.
  • تحدث نوبات تؤثر على النوم وعلى الأنشطة اليومية.
  • تتكرر الأعراض الليلية أكثر من مرةٍ في الأسبوع.
  • تظهر نتائج اختباري الـ(PEF)، والـ(FEV1) نسبةً ما بين ٦٠٪-٨٠٪ من النسبة الطبيعية، ويكون الفرق بينهما أكثر من ٣٠٪.

مستمر، شديد الحدة:

  • تتكرر الأعراض بشكلٍ يومي.
  • تتكرر النوبات الحادة بشكلٍ كبير.
  • كثرة ظهور الأعراض الليلية.
  • تكرار الأعراض بشكلٍ كبير، الذي قد يمنع المريض من القيام بمهامه اليومية مثل الذهاب إلى المدرسة، أو ممارسة الرياضة، أو غيرها من الأنشطة المعتادة.
  • تظهر نتائج اختباري الـ(PEF)، والـ(FEV1) نسبةً أقل ٦٠٪ من النسبة الطبيعية، ويكون الفرق بينهما أكثر من ٣٠٪.

 

علاج الربو:

تنطوي خطة علاج الربو على أربع خطوطٍ أساسية للعلاج، وهي:

علاج نوبات الربو:

نوبات الربو، هي نوبات تتزايد فيها أعراض الربو بشكلٍ أكبر بكثيرٍ عن المعتاد، وقد تؤدي تلك النوبات إلى التداخل مع نظام نوم المريض أو أنشطته المعتادة، مسببةً له الكثير من التوتر والضيق.

ولعلاج نوبات الربو ينبغي معرفة مدى حدتها، وهو إجراء مهم جدًا؛ لأنه سيترتب على معرفتها أمرين أولها اختيار طريقةٍ للعلاج، واختيار مكانٍ لتقديم العلاج، ومعرفة ما إذا كان بالإمكان معالجة النوبة منزليًا أو أن النوبة تستوجب مراجعة المستشفى.

وتنقسم النوبات إلى:

  • نوبات خفيفة.
  • نوبات متوسطة.
  • نوبات حادة.
  • نوبات تهدد الحياة.

 

يختلف علاج نوبات الربو تبعا لاختلاف شدة النوبات، فالنوبات الخفيفة والمتوسطة تحتاج فقط إلى:

  • موسعات للشعب الهوائية.
  • كورتيزون، لتخفيف الالتهابات.
  • متابعة الحالة باستمرار.

 

بينما تحتاج النوبات الحادة إلى:

  • الذهاب فورا إلى العناية المركزة.
  • القيام بتنفس صناعي، لتقليل نقص الأكسجين.
  • تقديم السوائل الوريدية.
  • يتم حقن المريض وريديا بأدوية تخفف من حالة النوبات، مثل:

(سالبوتامول sulbotamol)، (هيدروكورتيزون hydrocortisone)، (كبريتات الماغنسيوم magnesium sulfate).

 

التحكم في أعراض الربو:

يتم التحكم في أعراض الربو عن طريق:

الأدوية:

إن تناول أدويةٍ مضادةٍ للالتهاب يساعد على تخفيف الالتهاب المزمن للجهاز التنفسي.

 

استخدام أجهزة الاستنشاق:

تستخدم أجهزة الاستنشاق لمنع ظهور أعراض الربو، أو للتخفيف منها عند ظهورها. وتنقسم أجهزة الاستنشاق إلى:

 

أجهزة الاستنشاق المخففة للأعراض:

يعتمد معظم المرضى على أجهزة الاستنشاق المخففة للأعراض، والتي تأتي غالبا باللون الأزرق. وتحتوي هذه الأجهزة على أدوية مضادة للالتهاب، وموسعات للشعب، تعمل على تخفيف الأعراض عند ظهورها.

قد تتسبب الأدوية الموجودة في الأجهزة ارتفاع عدد ضربات القلب، والشعور برعشة لبعض الدقائق بعد استخدامها، لكنها تعد أعراضا جانبية بسيطة.

 

أجهزة الاستنشاق المانعة للأعراض:

يتم استخدام أجهزة الاستنشاق المانعة للأعراض كل يوم، لتخفيف التهاب المسارات الهوائية، وتقليل الحساسية تجاه أي عاملٍ محفز يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الربو. وينبغي الاستمرار في أخذه بشكلٍ يومي حتى مع عدم ظهور أي أعراض.

 

أجهزة الاستنشاق المختلطة:

إذا كان استخدام أيٍ من النوعين السابقين لا يخفف من ظهور الأعراض أو حدتها، فمن الممكن دمجهم معا واستخدامها بشكلٍ يومي.

استخدام الأقراص:

من الممكن استخدام أقراصٍ من الأدوية تساعد في منع وتخفيف الأعراض، إذا لم تستطع أجهزة الاستنشاق القيام بالمهمة وحدها.

وتحتوي هذه الاقراص على موادٍ موسعةٍ للشعب الهوائية، ومضادات للالتهاب.

ومن أمثلة الاقراص التي يتم تناولها:

  • مثبطات مستقبل مادة الليوكوتورين (LTRAs): وهي أقراص تمنع حدوث التهابات في المسارات الهوائية، ويتم تناولها بشكلٍ يومي لمنع ظهور الأعراض، وقد تتسبب ألمًا في المعدة كعرضٍ جانبي لها.
  • أقراص الثيوفلين (theophylline): يتم تناولها بشكلٍ يومي لتخفيف الأعراض، ويعد الصداع أحد آثارها الجانبية.
  • أقراص الكورتيزون: تعمل هذه الاقراص على منع حدوث الالتهابات، ويتم استخدامها إذا فشلت العلاجات الأخرى.

يتم تناول أقراص الكورتيزون بشكلٍ يومي لتخفيف الأعراض، وقد تسبب أقراص الكورتيزون عدة أعراضٍ جانبية، مثل ازدياد الشهية، وسهولة الإصابة بكدمات، وتغير المزاج.

 

استخدام الحقن:

إذا كانت أعراض الربو حادة، فمن الممكن تلقي العلاج لعدة أسابيع عن طريق الحقن. وهذا العلاج لا يناسب جميع مرضى الربو، لذا من الأفضل تناوله بعد استشارة الطبيب.

الجراحة:

تقام الجراحة في حالة الربو الحاد، حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوبٍ حراري إلى الرئة، وتعمل الحرارة على منع العضلات المحيطة بالشعب الهوائية من الانقباض، مما يمنع حدوث ضيقٍ في الشعب الهوائية، ويؤدي إلى تخفيف الأعراض. ولا تعد هذه العملية جراحةً خطيرة، ونسب نجاحها كبيرة.

 تجنب محفزات الربو عند الأطفال:

ينبغي على الوالدين مراقبة الطفل المصاب بالربو جيدا، ومنعه من التعرض لأي محفزات للربو، مثل التراب والسجائر وعوادم السيارات والأطعمة المسببة للحساسية والمواد الكيميائية، وغيرها من المواد التي تحفز حدوث نوبة الربو.

ينبغي على كبار السن الامتناع عن التدخين أو استنشاق دخانه.

الامتناع عن التواجد في الأماكن الملوثة بدخان المصانع أو السيارات.

إذا كان العمل يحتوي على محفزاتٍ للربو، ينبغي اتخاذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من حدة المؤثرات.

 

 

الخلاصة:

الربو مرض مزمن وينبغي التعامل معه بشكلٍ مستمر لمدةٍ طويلة، لذا يجب على الطبيب تعليم أهل المصاب ما يجب عليهم فعله في حال تفاقم حالة الربو، وما ينبغي عليهم تجنبه للوقاية منها.

 

المراجع:

Pediatrics textbook 11th edition of kasraliny medical school.

 

https://www.nhs.uk/conditions/asthma/diagnosis/

 

www.nhs.uk/conditions/asthma/treatment.

 

 

 

المواضيع ذات العلاقة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Fill out this field
Fill out this field
من فضلك تعبئة بريدك الإلكتروني
You need to agree with the terms to proceed

المواضيع الأكثر شعبية


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”default_sidebar”]

فئات المقالات


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”us_widget_area_category”]

المشاركات على انستجرام