1. الرئيسية
  2. المقالات
  3. داء النقرس.. دليلك الشامل لمرض الملوك

داء النقرس.. دليلك الشامل لمرض الملوك

 

 

ماذا لو كان غذاؤك سببَ دائك؟ ماذا لو منعك الطبيب من تناول اللحوم؟ هل تستطيع التعايش مع الأمر أم سَتسأم سريعًا؟ هذه هي معاناة مرضى النقرس أو ما يُسمى بداءِ الملوك.

 

تزداد نسبة الإصابة بمرض النقرس مع التقدمِ في العمر، وقُدرت نسبة الإصابة بحوالي 4% من إجمالي عدد السكان في الولاياتِ المتحدة، ويصيبُ هذا الداء الأغنياءَ أكثر من الفقراءِ نتيجة تناولهم كمياتٍ هائلة من اللحوم؛ لذا سُمي قديمًا باسم داء الملوك.

نستعرض لكم في هذا المقال من سنار كل ما يتعلق بداء النقرس أعراضه وأسبابه وطرق علاجه، وكيف يمكنك تقليل فرص إصابتك.

 

ما هو النقرس؟

يحدث النقرس نتيجة تراكم حمض اليوريك في المفاصل عادةً مفاصل القدم، والإصبع الأكبر خاصةً، إذ يشعر المريض بألم وتورم وسخونة بالمفاصل المُصابة، وقد يعاني من نوبات مفاجئة من الألم الشديد (Gout attacks) في منتصف الليل وكأن قدمه مشتعلة.

يُصنِّف الأطباء النقرس كأحد أمراض التهاب المفاصل، ويمكن أن تظهر أعراضه وتختفي من وقت إلى آخر.

 

ما هي أسباب النقرس؟

عندما تترسب بلورات اليورات في المفاصل تسبب التهابًا وألمًا شديدين بها. تنتج تلك البلورات نتيجة ارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، الذي يَنشأ من تكسير البيورينات (أحد المكونات الأساسية للعديد من الأطعمة).

في الأوضاع الطبيعية، يذوب حمض اليوريك في الدم وينتقل إلى الكليتين ومن ثَم يخرج مع البول، ولكن أحيانًا قد يزيد معدل إنتاج حمض اليوريك بالجسم (نتيجة بعض الأمراض الأيضية أو أمراض الدم أو الجفاف)، أو تعجز الكُلى عن أداء وظيفتها في التخلص منه وإخراجه؛ مُسببًا تكون بلورات حادة مدببة كالإبر في المفاصل والأنسجة المحيطة بها؛ مما يؤدي إلى الشعور بالألم والتورم والالتهاب.

 

من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالنقرس؟

يمكن أن يصيب النقرس أي شخص، ولكنه يصيب الرجال بمعدل ثلاثة أضعاف النساء؛ نتيجة لارتفاع نسبة حمض اليوريك على مدار حياتهم، بينما تصل النساء إلى تلك المعدلات العالية بعد سن اليأس.

قد تكون أحد المعرضين للإصابة بداء النقرس في الحالات التالية:

  1. تناول الكحوليات.
  2. النساء بعد سن اليأس والرجال في منتصف العمر.
  3. تناول بعض الأدوية كمدرات البول أو السيكلوسبورين.
  4. وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض النقرس.
  5. فرط الوزن (السمنة).
  6. الإصابة ببعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أو توقف التنفس أثناء النوم أو أمراض الكُلى.
  7. تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني.

 

ما هي أعراض النقرس؟

ليس كُلّ من أصيب بالنقرس يشكو ألمًا، ففي بعض الحالات لا تظهر أي أعراض، ولكن في الحالات الحادة تحدث نوبات مفاجئة من الألم الشديد غالبًا في الليل، وقد تبقى لما يُقارب (3) إلى (10) أيام، وتتمثل أعراض النقرس فيما يلي:

  • تورم المفاصل المُصابة.
  • ألم بمجرد اللمس الطفيف، مثل ملامسة غطاء السرير.
  • احمرار بالجلد المحيط بالمفاصل المُصابة.
  • ألم بالغ تظهر ذروته خلال (4) إلى (12) ساعة الأولى من بدايته.
  • سخونة بالمفصل، إذ يبدو وكأنه مشتعلا.
  • تيبس المفاصل وصعوبة في الحركة.
  • في الحالات المزمنة قد تتكون بعض التكتلات الصلبة في المفاصل والجلد والأنسجة المحيطة، والتي تُدمر المفصل بصورة دائمة.

 

هل يسبب داء النقرس ألمًا؟

نعم قد يسبب ألمًا، ويُعد ألم إصبع القدم الأكبر من أول الأعراض ظهورًا على المصابين. يكون الألم مصحوبًا بأعراض مشابهة لآلام التهاب المفاصل كتورم ودفء المفاصل.

تختلف شدة الألم، حيث يكون الألم بإصبع القدم الأكبر بالغًا في البداية ثم يقل تدريجيًا. يحدث الألم والمضاعفات الأخرى نتيجة مقاومة الجسم المناعي للجسم ضد بلورات اليورات الموجودة بالمفاصل، وينتج عن تلك المقاومة بعض المواد الكيميائية -تُدعى سيتوكينات- تعمل على تشجيع الالتهاب والألم.

 

ما هي مضاعفات النقرس؟

قد يعاني المصابون من بعض الحالات الخطيرة مثل:

  1. نقرس متكرر: من الممكن ألّا يدرك البعض أعراض النقرس مرة أخرى، بينما قد يعاني البعض الآخر من نوبات متكررة مرات عديدة سنويًا. تساعد الأدوية في منع حدوث النوبات لأولئك المرضى، وإذا تُرك الأمر دون علاج قد يحدث تآكل وتشوُّه بالمفصل.
  2. نقرس متقدم: قد تتراكم بلورات اليورات تحت الجلد مُسببة ما يُسمى بالتُوَف (Tophi) إذا لم يُعالَج المريض. تظهر التُوَف في مناطق مختلفة مثل أصابع اليد أو القدم أو الكوع أو اليد أو على طول الجزء الخلفي من الكاحل، ولا تسبب أي ألم ولكنها تصبح مؤلمة ومتورمة عند حدوث النوبات.
  3. حصوات الكلى: قد تتراكم البلورات في القناة البولية مُسببة حصوات بالكُلى، وتساعد الأدوية في تقليل خطر الإصابة بالحصوات.

 

ما هي الإجراءات اللازمة لتشخيص داء النقرس؟

بالتعرف على تاريخك المرضي وفحصك بدنِيًا والاطلاع على أعراضك، يستطيع الطبيب تشخيصك؛ إذ يُقيِّم الطبيب الأعراض طبقًا لما يلي:

  • وصفك للألم الذي يصيبك.
  • كم مرة شعرت بألم بالغ في المفاصل.
  • إلى أي مدى تصبح المنطقة المصابة حمراء ومتورمة.

قد يلجأ الطبيب أحيانًا لإجراء بعض الفحوصات التأكيدية مثل:

  1. التصوير بالأشعة السينية: تصوير المفصل شعاعيًا قد يساعد في استبعاد الأمراض الأخرى التي تسبب التهاب المفاصل.
  2. فحص الدم: لمعرفة مستوى حمض اليوريك والكرياتينين في الدم، ولكنه قد يكون مُضللًا؛ فأحيانًا ترتفع نسبة حمض اليوريك بدون ظهور أي أعراض للنقرس، وقد يكون الشخص مُصابًا ونسبة حمض اليوريك منخفضة بالدم .
  3. فحص السائل المفصلي: عن طريق سحب عينة من السائل الموجود بالمفصل المُصاب، وفحصها ميكروسكوبيًا للتأكد من وجود بلورات اليورات.
  4. التصوير بالموجات فوق الصوتية: يُساعد في تحديد وجود بلورات اليورات في المفصل، وتُعد تلك التقنية أكثر شيوعًا في أوروبا عن الولايات المتحدة.
  5. مسح مقطعي مزدوج الطاقة: لتحديد وجود بلورات اليورات في المفاصل، حتى وإن لم يكن هناك التهابًا حادًا، ولكن استخدام تلك الطريقة غير شائعٍ لارتفاع تكلفتها وعدم توافرها على نطاق واسع.

 

ما هي الأغذية التي يجب التوقف عنها لتجنب الإصابة بنوبات النقرس؟

تحتوي بعض الأطعمة على نسبة عالية من البيورينات، التي تتحلل إلى حمض اليوريك. لا يجد أغلب الأشخاص مشكلة من تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات، ولكن عندما تقل قدرة الجسم في التخلص من فائض حمض اليوريك، يجب أن يقلل المرء معدل استهلاكه لتلك الأطعمة، ومنها:

  • الكحوليات.
  • اللحوم الحمراء مثل لحم العجل ولحم الغزال.
  • بعض الأطعمة البحرية والأسماك مثل التونة والماكريل والسردين والسمك المُملح والسلمون المرقط والسلطعون والمحارات الصدفية والجمبري والبطارخ.
  • لحوم الأعضاء كالكَبد والمُخ والكُلى.
  • الخميرة.

كذلك قد تؤدي المشروبات المُحلاة والأطعمة الغنية بسكر الفركتوز إلى بعض المشكلات على الرغم من عدم احتوائها على البيورينات.

 

كيف يمكن علاج النقرس؟

تعتمد خطة العلاج التي يوصي بها الطبيب على مرحلة ودرجة خطورة الإصابة. تعمل أدوية علاج النقرس في اتجاهين هما:

  • تخفيف الألم وتقليل الالتهاب.
  • منع حدوث نوبات مستقبلية عن طريق تقليل مستوى حمض اليوريك.
  1. أدوية تساعد في تخفيف الألم
  • أدوية غير ستيرويدية مضادة للالتهاب مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين. قد يصف الطبيب جرعات عالية لإيقاف نوبة حادة، ثُم يُقلل الجرعة اليومية لمنع حدوث النوبات مجددًا.
  • الكولشيسين: من أفضل مسكنات الألم، ولكنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان والقيء والإسهال خاصةً إذا أُخِذ بجرعات عالية. بعد تلاشي النوبات يُخفض الطبيب الجرعة اليومية لتفادي تكرارها مرة أخرى.
  • الستيرويدات القشرية مثل البريدنيزون، تساعد في تقليل الألم والالتهاب، ويُنصح بها للمرضى غير المرشحون لتناول الكولشيسين أو الأدوية غير الستيرويدية فقط. قد تحدث بعض الآثار الجانبية عند تناول الستيرويدات القشرية مثل ارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وتغير المزاج.
  1. أدوية تمنع حدوث نوبات النقرس
  • البروبنسيد: يُحسن من قدرة الكليتين في التخلص من حمض اليوريك؛ مما يساعد في تقليل مستوياته. قد يسبب البروبنسيد بعض الآثار الجانبية مثل آلام المعدة وحصوات الكُلى وطفح جلدي.
  • مثبطات أكسيديز الزانسين (مثل ألوبيورينول وفيبوكسوستات)، تقلل كمية حمض اليوريك التي ينتجها الجسم، وبالتالي خفض مستواه في الدم. تتمثل أعراض ألوبيورينول الجانبية في الطفح الجلدي وانخفاض تعداد الدم، بينما قد يسبب فيبوكسوستات غثيان وانخفاض وظائف الكبد وطفح جلدي.

 

هل يمكن علاج النقرس منزليًا؟

نعم هناك بعض الأطعمة التي تساعد في خفض مستويات حمض اليوريك ومنع حدوث النوبات مثل:

  1. الكرز: يساعد على تقليل مستوى حمض اليوريك وتقليل النوبات.
  2. القهوة: وَجدت بعض الدراسات علاقة وثيقة بين تناول القهوة وانخفاض مستوى حمض اليوريك، ولكن ليس هناك إثبات كافٍ بعد.
  3. فيتامين C: قد يساعد على تقليل حمض اليوريك. استشر طبيبك عن الجرعة المناسبة ولا تُهمِل تناول الفواكه الغنية بفيتامين سي خاصةً البرتقال.
  4. خل التفاح: يساعد خل التفاح في خفض الوزن وتقليل الالتهاب، وبالتالي تقليل معدل حمض اليوريك.
  5. الزنجبيل: أوضحت بعض الدراسات تأثيره في تقليل حمض اليوريك، كما يساعد استخدامه موضعيًا على تقليل الألم.
  6. الكرفس: يستخدم الكرفس في علاج المشاكل البولية، وكذلك تقليل الالتهاب.
  7. شاي الناتل: يقلل الالتهاب والألم.
  8. بذور شوك الحليب: تُقلل مستوى حمض اليوريك في الحالات الوسطية التي قد تصيب الكلى.
  9. الهندباء: يقلل حمض اليوريك خاصة في المرضى الأكثر عرضة لإصابة الكُلى.
  10. الماغنيسيوم: كلما اعتدلت نسبة الماغنيسيوم، قلت نسبة حمض اليوريك إلى المستويات الصحية.

 

متى يجب علاج النقرس جراحيًا؟

يُعالج النقرس بالأدوية غالبًا، ولكن مع مرور الوقت قد تحدث تشوهات بالمفاصل وتمزق بالأربطة أو عدوى بالجلد المحيط بالمفصل وتَكوّن ترسبات التُوَف في المفاصل وأماكن أخرى بالجسم كالأذن. قد تسبب تلك الرواسب ألمًا وتورمًا وتتلِف المفصل؛ لذا هناك ثلاث طرق جراحية لعلاج التُوَف وهي:

  1. جراحة استبدال المفاصل.
  2. إزالة التُوَف جراحيًا.
  3. جراحة دمج المفاصل.

يُقرر الطبيب الطريقة المناسبة اعتمادًا على مدى الأذى الذي سببته التُوَف ومكانها وتفضيلات المريض الشخصية.

 

ما هي طرق الوقاية من مرض النقرس؟

يمكنك عمل بعض التغيرات في نمط حياتك، والتي تساعدك في تجنب الإصابة كالتالي:

  1. تناول كميات كبيرة من الماء يساعد الكليتين على أداء وظائفها على الوجه الأكمل ويُجنِّبك الإصابة بالجفاف.
  2. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على الوزن الصحي؛ إذ تسبب زيادة الوزن رفع معدلات حمض اليوريك في الجسم، كما تسبب ضغطًا شديدًا على المفاصل.
  3. ابذل أقصى ما في جهدك لتقليل كمية البيورينات في الجسم، وهكذا تتجنب تَكوّن حمض اليوريك؛ لذا اعتدل في تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والأسماك والكحول.
  4. تفادي تناول بعض الأدوية التي تسبب زيادة معدل حمض اليوريك إن أمكن أو استبدالها بأخرى أقل تأثيرًا.
  5. توقف عن التدخين.
  6. قلل من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون.

 

ما هي الأطعمة التي يمكن أن يتناولها مريض النقرس؟

على الرغم من عدم قدرة المريض على تناول عدد كبير من الأطعمة، إلا أنه ما زال هناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة البيورينات (أقل من 100 ملجم بيورينات لكل 100 جرام)، ويمكن الاستمتاع بها مثل:

  1. جميع أنواع الخضروات كالبطاطس والمشروم والخضروات الورقية والبازلاء.
  2. الفواكه: تُعد أغلب الفواكه ملائمة لمرضى النقرس. يساعد الكرز في خفض مستويات حمض اليوريك، وبالتالي تقليل الالتهاب ومنع النوبات المفاجئة.
  3. المكسرات: كل المكسرات والبذور.
  4. البقوليات: وتشمل الفول والعدس والفول الصويا.
  5. البيض.
  6. المشروبات كالقهوة والشاي والشاي الأخضر.
  7. الحبوب الكاملة مثل الشوفان والأرز البني والشعير.
  8. الزيوت النباتية مثل زيت جوز الهند والكانولا والزيتون والكتان.
  9. الأعشاب والتوابل.

كما يمكن تناول بعض الأطعمة الغنية بالبيورينات، ولكن باعتدال بحيث لا يزيد الاستهلاك عن (115) إلى (170) جرام مرات قليلة أسبوعيًا، مثل:

  1. اللحوم مثل الدجاج واللحم ولحم الخروف.
  2. بعض الأسماك مثل السلمون الطازج أو المُعلب، الذي يحتوي على نسبة منخفضة من البيورينات مقارنةً بالأسماك الأخرى.

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/gout/diagnosis-treatment/drc-20372903

 

https://www.webmd.com/arthritis/ss/slideshow-gout

https://www.healthline.com/health/gout

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/4755-gout

 

https://www.webmd.com/arthritis/news/20110728/gout-becoming-more-common-in-us#:~:text=Gout%2C%20a%20type%20of%20arthritis,or%204%25%20of%20the%20population.

https://www.healthline.com/nutrition/best-diet-for-gout#TOC_TITLE_HDR_5

https://www.healthline.com/health/gout/apple-cider-vinegar#:~:text=There%20are%20no%20scientific%20studies,vinegar%20helps%20with%20weight%20loss.

https://www.healthline.com/health/gout/home-remedies#:~:text=Its%20ability%20to%20help%20gout,level%20was%20reduced%20by%20ginger.

 

 

المواضيع ذات العلاقة

المواضيع الأكثر شعبية


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”default_sidebar”]

فئات المقالات


[vc_widget_sidebar sidebar_id=”us_widget_area_category”]

المشاركات على انستجرام